رواية عنيكي وطني جميع الاجزاء كامله
المحتويات
لم يمر عليها سوى دقائق.. ولكنها كانت كفيلة بفتح جراح الماضي وذكريات نقشت في القلب مرارتها.. هي تحمد الله انه وقف معها بأن وهبها من يأخذ بيدها ويعطيها فرصة أخرى للحياة بكرامة ولكنها لاتنكر خطئها الذي بسببه اعطى فرصة لهذا المچرم لفعل جريمته معها.
لحقتي تسرحي
اردف بها عصام وهو يعود لجلسته أمامها.. التفتت اليه هي بابتسامتها المعهودة ترد
متخلفة ومعنديش احساس.. انت ترضهالي دي
اطلق ضحكة مدوية نافيا بتحريك راسه
لا ياستي بعد الشړ عليكي من التخلف وعدم الإحساس.
.. بس انا شايفك يعني بتهزري اهو وعلاء كمان وشه اتعدل قبل مايمشي.. اسف يعني لو بتدخل.. هو الحديث مابينكم كان عن إيه
لا ياسيدي مافيش تدخل.. اصل الموضوع مش مستاهل يعني هو كان ضميره تاعبه من ناحيتي فكان عايز يعتذر وانا رديت عليه باللي يريحه.
وهو إيه اللي ريحه بالظبط
الحقيقة ياعصام.. هي ان غلطه فيا والمشكلة كلها كانت نتيجة غلطتي الكبيرة لما هربت من والدي من غير ما اقدر العواقب.. اللي مابينها كان ظلمك انت معايا .
بس انت ماظلمتنيش يافاتن.. انت واحدة كنت مغلوبة على امرك وانا بقى حاولت اساعدك بس الامور جات بنتيجة عكسية.
انت بتقول كدة عشان قلبك طيب ياعصام.
قال متفكرا
مش حكاية قلب طيب.. بس انا مكدبش عليك يعني كل ما افتكر الموضوع دا وملابساته بستعجب قوي للي حصل رغم بشاعته.. لكنه خلاني اشوف كل حاجة قدامي بمنظور مختلف.. وعلى الرغم من مرور السنين دي كلها وسفري واختلاطي بناس اشكال والوان وجوازي وطلاقي من مراتي.. لكنه جعل صورتك دايما مطبوعة في خيالي وبتطاردني.. رغم ان الأول وربنا العالم.. مكنتش بشوفك غير حبيبة صاحبي.
سألت بحيرة وكان رده حاسما
قصدي انك تعرفيني كويس واعرفك.. واحنا كبار دلوقتي وفاهمين.. تقبلي تتجوزيني يافاتن
...................................
انا برضوا قولت هالاقيكي هنا.
الټفت برأسها على صوته فبادلته نظرة حانقة قبل ان تعود بأنظارها الى رؤية الميدان امامها بمساحته الشاسعة.. مستندة بكفيها على سور السطح الأسمنتي دون أن ترد ببنت شفاه.
اردف بها قبل أن يحاصرها بذراعيه من الخلف يضرب ظهرها بصدره العريض...ارتبكت مجفلة من فعلته فخرج صوتها بتوتر
ايه هو دا بقى احنا قاعدين عالسطح ياعلاء مش في بيتكم .
قرب وجهه من جانب رأسها يهمس
طب وفيها ايه واحد ومراته ياستي حد لو حاجة عندنا
ردت من بين أسنانها
اه مراته اه.. معلش كنت ناسية.. اصلك مقدر قوي.
لدراجادي انت زعلانة مني يافجر
التمعت عيناها الذابلة امامه تنذر بسقوط دمعاتها وهي تجاهد للتماسك فقالت بشفاه مرتعشة
انا قولت لعصام يبلغك اني متقبلة لأي قرار تاخده في علاقتي معاك.. يعني دا لو عايز ترجع لفاتن.. اصل انا عارفة وفاكرة قد أيه كنت بتحبها زمان.. فشئ طبيعي انك تحن لها بعد ما اتأكدت من برائتها.. انا مش عايزة اقف في طريقك والحمد لله اننا لسة على البر ومحسوبة قدام الناس خطوبة مش جواز.
خلصتي كلامك
سأل رافعا وجهها اليه لتقابل عيناه خاصتيها.. تشجنت تنزع يده عنها
ارجوك ياعلاء تسمعني كويس وتفهمني انا بتكلم جد.. بلاش تتأثر بهيئتي ولا ضعفي قدامك.. كل شئ عندي يهون الا اني اتجوز راجل قلبه معلق بواحدة غيري.. المۏت اهون.
حاوط وجهها بكفيه وخرج صوته بحدة
ومين قال بس اني لسة قلبي متعلق بيها ولا بحبها.
انت!
صړخت بها متابعة
رد فعلك لما شوفتها وبعدها طلبت مني انا وعصام نسيبكم لوحدكم .
كان لازم اعتذرلها.. واسمع منها انها مسمحاني عشان اقدر اعيش حياتي انا كمان.
اردف صارخا واكمل يمسح بأبهاميه الدموع المتساقطة بغزارة على وجنتيها يردف بحړقة
حياتي معاكي انت.. عشان بحبك انت.. فاتن حبها كان راسخ في قلبي كانه شجرة مزرعة فيه.. لكن حبك انت كان الإعصار اللي نزعها من جدورها.. سامعة بقولك ايه انا لما شوفتها النهاردة ماشوفتش الحبيبة.. لا .. انا شوفتها واحدة عادية تنفع كأخت لمراتي اللي هي انت
ردت بنبرة باكية
ايوة بس هي احلوت اوي.. دا عصام بنفسه قال عليها بطل.
رد بابتسامة
وافرضي هي بطل.. فاانت عندي احلى من مېت بطل.
صح كلامك دا ولا بتكدب عليا عشان تراضيني
سألت برجاء وصوتها خرج بارتجافة.. رد هو مشددا على كلماته.
والله ياشيخة مابكدب عليكي.. دي كانت قصة وانتهت نهاية مؤلمة عشان مكانش لينا نصيب في بعض.. انا نصيبي معاك انت.. انت مراتي وحبيبتي وكل دنيتي.. فهمتي بقى ولا افهمك بطريقتي
اومأت برأسها.. بعد ان هدر الاخيرة عليها مهددا ولكنها اجفلت فجأة سائلة باستفسار
طريقتك إيه بالظبط اللي هاتفهمني بيها
قرب
زي كدة مثلا..
شهقت مجفلة تنزع كفيه عنها
يانهار اسود بتعمل ايه احنا عالسطح ياعلاء وورانا الميدان.
خلاص نبعد طيب مع ان محدش شايفنا من المسافة البعيدة دي أساسا.
اردف جملته وهو يسحبها بعيدا عن السور ولكنها تشجنت اكثر
هازعل منك والله بجد انا......
قطعت جملتها مضطرة بعد أن عانقها
متابعة القراءة