سلسله الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
محتاج تليفونك يا عمو..
نعم ياختي !!
هكذا تحدث مروان فأجابته ريتال بعفوية
اصلي كنت زهقانه فلعبت جيم بابجي و فصل شحن و أنا في نص الجيم .
بابجي .. الطم ولا اجيب لطامة..
هكذا صړخ مروان ف ناظرته سما بسخط تجلي في نبرتها حين قالت
دانا اللي هلطم بحجارة عشان سمعت كلامك و رضيت آجي معاكوا.. انا هنزل اوقف اي عربية ماشية واعرف احنا فين ..
استني يا بت .. خدي يا هبلة. تتخطفي هنا. هيؤدوكي الله يخربيتك ..
و لكن فجأة تسمر الإثنان بمكانهم حين شاهدا .
يتبع.
بسم الله الرحمن الرحيم
الخامس عشر بين غياهب الأقدار
تحيا القلوب و تهلك بيد ساكنيها.. ذلك الشخص الذي تضعه في المنتصف بينك و بين روحك هو وحده القادر على ترميم تصدعات وشروخ عمرا مضى و إعادة بناء عمرا جديدا تغلفه السعادة التي ظننتها يوما مستحيلة. ولكن ماذا لو أصبح هذا الشخص هو قاتلك! ف علي قدر قربه جاءت طعنته الي قلبك نافذه ف صرت ك روح مذبوحه ترفرف بين يدي قاتلها تستجدي انقاذا لدماء بريئة أزهقت على يد حارسها!! حينها يتخطى الألم حدود العقل و يصبح الغفران دربا من دروب المستحيل
ترجلت من السيارة تنوي العبور للجهة الأخرى
فلحق بها مروان الذي قال بصړاخ
استني يا بت .. خدي يا هبلة. تتخطفي هنا. ه يؤدوكي الله يخربيتك ..
و لكن فجأة تسمر الاثنان ب مكانهما حين شاهدا شيرين التي كانت تستقل سيارة يقودها رجلا ملثما و بجانبها رجلا لم يكن يخفي وجهه جيدا مما جعل الصدمة تغلف ملامح كليهما فتحدثت سما قائلة باندهاش
أيوا هي
هكذا أجابها مروان ف أردفت باستفهام
مين اللي هي راكبه معاهم دول
الټفت مروان يناظرها و قد تبدلت صډمته إلى شفقة كبيرة على تلك الطفلة البريئة التي لا تتذكر ملامح والدها و إن كان لا يستحق هذا اللقب ولكن مهما حدث ففي النهاية صلته بها لا يمكن تجاوزها
معرفش .. بقولك ايه تعالى انا افتكرت طريق مختصر هنروح نجيب لريتال الفستان و نروح ..
شيرين أختي بقت تعمل حاجات غريبة أوي أنا حاسه إني مبقتش عرفاها..
زفر مروان بتعب قبل أن يجيب
كلنا حاسين نفس الإحساس ياسما.. معرفش ليه بقت كدا
تباطئت الكلمات على شفتيها و رفرفت ب رموشها قبل أن تقول بلهجة متوترة
يمكن .. عشان لسه بتحب أبيه سالم و عيزاه..
هكذا أجابها بتمهل فلاقت كلماته صدى كبيرا بداخلها و أشعلت نيران الذنب بقلبها فقالت بشفاه مرتعشة
مروان .. كنت . كنت عايزة أقولك على حاجه بس.. توعدني . يعني . إنك تفكر كويس . قبل أي حاجه
سامعك..
أخفضت رأسها
بخزي و انبثقت عبرات الندم من مقلتيها قبل أن تقول بلهجة تقطر حزنا
انا غلطت غلطة كبيرة اوي و ضميري مأنبني عشانها و مش قادرة أسامح نفسي
في احد المشافي كانت ترقد روح بريئة تجاهد المۏت و تقاتل لاسترداد أنفاس سړقت منها رغما عنها . عوقبت بأقصى ما يمكن أن يحدث لبشر دون أن تعرف ما ذنبها
ما الذي اقترفته حتى تنال هذا المصير على يد من لا يعرف الرحمة ..
كانت الأجهزة تحيط بهذا الجسد الضئيل الذي تخترقه الأنابيب لتمده بما جعله قادرا على الحياة لمدة تسعة أشهر كانت بهما في غيبوبة تامة لا يتحرك إنشا واحدا من جسدها . حتى الهواء كان يصلها من خلال جهاز التنفس و بعد أن كانت صيحاتها تملئ المكان بهجة و فرحه انطفأت فرحتها و اندثر بريق الحياة من حولها و خيم الذبول على ملامحها ..
و لأن الشړ لا يكتفي و لا يستطيع أن يوقف طوفانه أحد فقد أرادت يد الغدر أن تطال منها تلك المرة أيضا فاقترب هذا الۏحش الضخم من
أحد الأنابيب التي تغذيها و قام بفصلها واحدة تلو الأخرى حتى يجهز على أنفاسها القليلة المتبقية فما هي إلا ثوان و صدح صوتا قويا في أنحاء الغرفة يعطي إنذارا بأن هناك روحا توشك على المغادرة إلى خالقها و بعد أن أتم فعلته قام بالتسلل خفية كما جاء دون أن يدري بأن لكل شړ نهاية و أن المچرم لا بد من أن يترك خلفه دليلا مهما احتاط فرب العباد ينزل غشاوة على اعين الظالمين و يمدهم في طغيانهم فيسعون في الأرض فسادا و لكن عدل الله نافذ لا محالة
الحقونا بنتي بتموووت
هرول الجميع إلى غرفة تلك الطفلة التي لم تتعدى سنوات عمرها السابعة عشرة و حاول الأطباء القيام باللازم لإنقاذها و إذا بها بعد ظلام دام تسعه أشهر تفتح عيناها من جديد
جاء اليوم الموعود ل عقد قران أرواحا شابت خيوطها من فرط الۏجع و اندثرت معالمها بين طيات الألم و بالرغم من ذلك بقيت صامدة تنتظر ربما معجزة ل تخرج من بئر الحرمان الذي ابتلعها لسنوات إلى جنة أعدت للصابرين..
كانت كل دقة بقلبه تهمس باسمها تتغني بعشقها علي الرغم من أنه كان دوما رجلا صبورا إلا أنه اليوم نفذ مخزون
الصبر لديه يريد اجتياز كل تلك الساعات التي تفصله عنها و يختطفها من بين براثن العالم أجمع ل يتنعم بعشق جارف نبت من بين
ضلوعه الصلبة و فؤاده القاسې الذي لم يعرف اللين إلا لأجلها.
طرق قوي على باب الغرفه أوقفه عن إكمال ربطة لرأبطة العنق أعطى الإذن بالدخول فإذا به يتفاجأ برؤية شيرينالتي كانت تشبه الأموات في خطواتها وهي تناظر حبيبها الوحيد يتجهز للزفاف على أنثى غيرها..
قالولي احنا مانعينه عنك بالعافيه ابعدي عن طريقه .. بس أنا مقدرتش أبعد و جيتلك ب رجليا..
هكذا تحدثت بنبرة تخلو من الروح ك ملامحها الباهتة ف أجابها ب فظاظته المعهودة
عشان غبية .. كل دا و متعلمتش تسمعي كلام اللي أكبر منك..
انبثقت عبرات هادئة من عينيها وهي تقول پألم
مقدرتش.. كان نفسي اشوفك و انت عريس
معنديش وقت
أضيعه معاك. يالا عشان تجهزي قدامنا نص ساعه بالكتير و نتحرك..
هكذا تحدث بجفاء فاحتدت ملامحها و شابهت نبرتها حين قالت
مستعجل أوي عشان تروحلها
أجابها باختصار
بصراحه اه
نجح في إشعال ثورتها بجموده و استفزازه فنفضت ثوب الضعف جانبا و قالت بانفعال
كفايه بقي . انا عارفه إنك بتستفزني و عايز تعاقبني .. طيب أنا بعترف إني غلطت . بس لحد إمتى هفضل أدفع التمن
أعاد أنظاره إلى المرآة أمامه و أتقن تعديل ربطة عنقه وهو يقول بجفاء
الحياة اختيارات و أنت اختارتي يبقى تتحملي العواقب..
و انت ه تتحمل عواقب اختياراتك هتتحمل تعيش مع واحدة زي دي لو فاكر إنك هتبقى مبسوط ف أنا كنت زيك كدا و جايه دلوقتي بقولك إنك هتعيش تعيس معاها عمرك كله .. عارف ليه عشان إنت اتجوزتها عند و كيد فيا بس. صح ولا أنا غلطانه
لونت السخرية معالمه و بدا الضجر يقطر من لهجته حين أجابها بفظاظة
مش هناقشك عشان معنديش وقت بس لو اعتقادك ده هيريحك فاثبتي عليه ..
كانت تلعب على صبره الذي لم يعد يثق بوجوده ف اقتربت خطوتين منه وهي تقول بلهجة بها توسل خفي
قلبك مدقش غير ليا متكذبش على نفسك. إنت طول عمرك بتقول الحقيقية..
زفر الهواء المكبوت بصدره دفعة واحدة قبل أن يتحدث بخشونة
إنت بتعملي ليه كدا
تسابقت عبراتها فوق وجنتيها قبل أن تجيبه بنبرة مټألمة
مش قادرة .. حاولت و مش قادرة .. مش هشوفك بتكون لغيري و هسكت!
تشابهت لهجته مع ملامحه الجامدة حين قال
دي مشكلتك حليها لوحدك.. انا مش فاضي
لم يكن أمامها حلا آخر ف اخرجت تلك الشفرة الحادة من
بين ثنايا قميصها و قالت بنبرة خالية من الحياة
يبقي زي ما كنت أول حد فتحت عيني عليه أول ما وعيت على الدنيا هتكون آخر حد عيني تشوفه و أنا بفارقها..
خارجيا لم تتأثر ملامحه ولكن من الداخل شعر بالشفقة على تلك الطفلة التي حملها بين يديه يوم ولادتها و من فرط جمالها كانت تشبه الملائكه و الآن تندثر و تنتهي أمام عينيه..
ارمي اللعبة دي من إيدك.. و بطلي جنان.
هكذا تحدث بهدوء أثار چنونها ف صړخت پقهر
مش هرمي حاجة .. وھموت عشان ست فرح تعيش. مش دا اللي انت عايزه
احتدت ملامحه و شابهتها نبرته لدى سماعه اسمها
خرجي فرح من موضوعنا.. مشكلتك مش معاها..
خرجها إنت من بينا. أنا عارفه إنك كنت قاصد تغيظني بيها. و عارفه أن الموضوع قلب جد وإنت مكنش في نيتك أي حاجه من ناحيتها.. كفايه بقى . كسرتني و وجعتني و خدت حقك كدة احنا خالصين .
هكذا تحدثت بتوسل ولكن ملامحه ظلت على حالها حين قال بفظاظة
باقي ساعتين على كتب الكتاب و معنديش وقت للجدال في الفاضي.
أوشك ع
الالتفات ف صړخت پقهر
مفيش كتب كتاب.. على چثتي يحصل الكلام دا..
كان مظهرها مريعا و عينيها توحي بالجنون و أردفت بصړاخ وصل إلى آذان جميع من في المنزل
مش هتتجوزها يا سالم .. مش ه تتكتب على اسمك واحدة غيري ..
رقت نبرتها حين تابعت
انا شيرين حبيبتك.. فاكر وانا صغيرة لما جتلي حمى مين سهر جمبي لحد ما خفيت غيرك مكنتش مطمن عليا غير و انت جنبي .. عاقبتني و انت عارف انت عاقبتني ازاي .. بلاش اقول اللي كان بيحصل قدام الناس دي كلها.. خليه بينا ..
تعاظم الڠضب بداخله و تحفزت جميع خلايا جسده لدى سماعه حديثها الذي سوف يصل إلى مناطق محظورة ولكنه لن يسمح لها أن تأخذه إلى هذا المنحنى فقال بقسۏة
إنت هاينه عليك نفسك ازاي كدا كل اللي بتقوليه دا مالوش طلب عندي و مش هيأثر عليا و موضوعك بالنسبالي انتهى من سنين ..
تدخلت همت التي كانت ترتعب من مظهر ابنتها فصړخت پذعر
أبوس إيدك متعمليش كده يا بنتي .. استني يا سالم ورحمة أبوك.. مش
هتحمل تضيع مني..
تدخلت أمينة هي الأخرى قائلة پخوف
شيرين يا حبيبتي. كل شيء قسمة و نصيب و لو كنت عايزة تطلقي من الصبح سالم يطلقك منه و إنت ألف مين يتمناك دانت زينة البنات .. بس إرمي القرف اللي في ايدك دا.. قولها يا سالم
غرزت الشفرة أكثر في عروق يدها وهي تنظر إلى عينيه بتحد أرهقه كثيرا فقال
بخشونة
عايزة ايه عشان توقفي الجنان اللي بتعمليه دا
خرجت الكلمات من شفتيها تزامنا مع نزول بعض
متابعة القراءة