قصه واقعيه
المحتويات
وعشتار ورائها إلى أن دخلت مغارة بدت وكأنها مألوفة
وكأن عشتار قد كانت هنا من قبل لكنها كلما حاولت أن تتذكر نسيت أكثر
كأنه مشهد يتلاشى كلما حاولت شحذ ذاكرتها لتخيله.. يالعبث الذاكرة
وصلت الفراشة إلى صندوق زجاجي مليء بزهور الياسمين واستقرت في منتصفه
أخذت عشتار تنظر لهذه الفراشة الغريبة وفجأة تحولت الفراشة لامرأة جميلة جدا نائمة اقتربت منها عشتار فجلست من نومها ونظرت لعشتار وهي تبتسم أرادت عشتار أن تتكلم لكن المرأة التي في الصندوق الزجاجي بادرتها قائلة اسمها نارين عليك ان تهتمي بها
لكن فجأة سمع صوت زجاج يتكسر وبدأت كل شيء يتلاشى ويختفي
نهضت عشتار من نومها يا إلهي أنه حلم
أخذت تجول بنظرها في المكان أنه بيتها لكنه غريب بعض الشيء ترى هل جلس جلجامش من نومه باكرا علي أن اتفقد الطفلتان
نهضت عشتار واتجهت للنافذة تريد أن تفتحها إذ كانت الشمس قد أشرقت لتوها لكنها تفاجأت حين رأت بنتا صغيرة مقابل مدخل منزلها تجر عربة بها زهور كثيرة وكانت قد أسقطت زجاجة زهور وجلست تجمع الزهور بحذر
خرجت عشتار بسرعة بشعر غير مرتب وثوب مهترئ
ما إن رأتها الفتاة الصغيرة حتى همت بالهرب لكن عشتار بادرتها نارين
توقفت الفتاة تنظر لعشتار ثم قالت انا لست نارين اسمي زينة
ابتسمت عشتار في وجه البنت الصغيرة وقالت ياله من اسم جميل كصاحبته وماذا تفعلين في الصباح الباكر يازينة
عشتار يالها من زهور جميلة من أين قمت بجمعها
زينة بحماس أمي تعمل في مزرعة كبيرة تشتري من مالكها الزهور ونبيعهم في السوق بسعر أعلى
عشتار ياله من عمل مربح
زينة ليس كثيرا فالناس لم تعد مشغوفة بالزهور كما تقول أمي.. هل تودين شراء الزهور يبدو أنك تملكين حديقة جميلة ستزدان بهذه الزهور
مع أن عشتار كانت قد نسيت الحلم تقريبا لكن لسبب ما سألت عن الياسمين
أجابت زينة بحزن مشيرة للأرض للأسف سقطت زجاجة الياسمين لتوها وأتلف الزجاج زهور الياسمين ستوبخني أمي لكن مازالت بعض الياسمينات بحالة جيدة إن كنت تودين شرائها سأبيعها لك بسعر خاص
فجأة وإذا بصوت حازم جاء من خلفها زينة ماذا تفعلين هنا
زينة أوه..أمي لقد أسقطت زجاجة الياسمين آسفة جدا أرجوك سامحيني
أمسكت أم زينة ابنتها بعصبية وسحبتها بسرعة مبتعدة عن بيت عشتار
نادت عشتار ألا تريدين ثمن زهور الياسمين سأدفعها لك أيتها السيدة
چثت عشتار على ركبتيها تلملم زهور الياسمين وهي تسمع صوت العربة مبتعدا وضعت زهرة ياسمين جميلة وكبيرة في شعرها الأسود ثم نهضت لداخل الحديقة وجلست في بقعة خالية قرب شجرة التفاح تريد غرس هذه الوهور علها تعيش وتزهر
فجأة إذا بصوت العربة قد توقف وسمعت عشتار صوت الأم توبخ ابنتها زينة من وراء السور
أم زينة ألم أحذرك مرارا من الاقتراب من هذا المنزل والتحدث لهذه الساحرة هل جننتي
زينة أوه يا أمي يبدو أنها امرأة لطيفة
أم زينة بحزن أخاف عليكي يابنتي ليس لدي غيرك تقول الشائعات ان هذه المرأة ساحرة مچنونة قامت پقتل زوجها وابنتيها ودفنهما في حديقة المنزل
جن جنون عشتار حين سمعت هذا الكلام وخرجت مسرعة من حديقتها لخارج المنزل تصرخ اغربي عن هنا أيتها السفيهة أنا لم أقتل أطفالي إنهم نيام داخل المنزل كيف تجرأين بقول مثل هذا الكلام الفظيع
كان صړاخ عشتار وهي تبكي وشعرها الأشعث مع ثوبها المهترئ قد جعل شكلها مخيفا
سحبت الأم ابنتها وهي تهمس هيا تعالي بسرعة ألم أقل لك أنها مچنونة
وابتعدتا عن منزل عشتار بسرعة
ركضت عشتار وهي مازالت تبكي لداخل منزلها تبحث عن ابنتيها وكأنها أحست للتو أنها لم ترهم منذ زمن
بحثت في جميع أرجاء المنزل الخاوي وهي تبكي وتصرخ منادية ابنتيها وزوجها
نظرت في غرفتها فرأت فراء كبيرا أحمر لا تذكر من أين اتى وبه قليل من قطرات الډم المتخثر
نظرت على الطاولة فوجدتها مليئة بكتب الجن والشعوذة
أخذت تنظر في أنحاء جسمها فوجدته مليئا بالخدوش والچروح
صړخت وهي تبكي يا إلهي هل انا مچنونة حقا.. هل قټلت زوجي.. هل قټلت ابنتاي.. هل أنا ساحرة.. لا لا مستحيل
فجأة سمعت صوت نباح كلب بالخارج كأنه أشعل شيئا في عقلها
خرجت بسرعة كان كلبا لأحد المارة بقرب المنزل
توسطت عشتار الحديقة
تنظر للكلب المبتعد
تنظر لزهور الياسمين وتجول بنظرها للحديقة التي بدت غريبة
إلى أن استقر نظرها على شجرة التفاح.. شجرة التفاح.. أبالا
بدأ الكون كله يبتعد والشجرة تقترب
أصيبت عشتار بدوار في رأسها
صداع شديد
لكنها كانت تقاوم
فهذا الصداع بدا وكأنه يزيل الغمامة من عينيها شيئا فشيئا
وكأن عشتار بدأت تفيق
بدأت تتذكر
أحست بالتعب
دخلت للمنزل متجهة للحمام
أدخلت رأسها في حوض مليء بماء بارد
أغمضت عينيها مسترخية عل الدوار الذي برأسها يخف أو يختفي
أحست بحرارة أمام وجهها
فتحت عينيها لتفاجئ بخيال شبح مخيف وجه دون معالم فقط أسنان مخيفة
شهقت عشتار شهقة كبيرة وقفزت عاليا وسقطت أرضا من الفزع وأخذت ترجع للوراء إلى أن ارتطم رأسها بالجدار
أخذت تنظر للحوض مجددا إنه حوض صغير لايمكن أن يتسع لشيء سوى رأسي
تمالكت عشتار نفسها ووقفت تنظر للحوض الذي بدا خاليا
تمتمت عشتار بسرعة رهيبة الدلهاب.. يوجد في البحر فقط..وهو فصيلة من الجن تسكن البحر.. صورته إنسان بدون ملامح.. فقط وجه اخضر بدون عينين ولا انف..له فم كبير واسنان كأسنان قرش.. جلده كصخر البحر يتعرض للمراكب ويقذف أهلها في البحر
كاد قلب عشتار يتوقف حين سمعت فمها يتفوه بهذه الكلمات
بدأت تذكر
أبالا..الحية..الشق..الدلهاب نعم الدلهاب..السعلاة..الخفاش.. الاجهش..قلعة جلجامش جن جن إنهم جن فعلا..معركة عيقم.. الاخطبوط.. وحيد القرن..طنطل..ياحين..ابنتاها وقلعة الجنيات السبع..السلحفاة..فيل البحر.. يارخ صانع الاسلحة.. الذئب ذو العين الواحدة..البركان الجن الحمر..شجرة المطاط هيفيا.. جاور..المغارة
لواح لواح زوجة الأجهش هي من أتاني في الحلم
هي من حلمت بها
هي من اعطتني الاسم
تذكرت عشتار
تذكرت كل شيء
أخذت تكلم نفسها ماذا افعل هنا.. ابنتاي في قلعة الجنيات السبع
وجلجامش أين جلجامش لابد أنه هو من جاء بي إلى هنا لن أسامحه أبدا
اليوم هو تتويج عيقم يريد أن يواجهه بمفرده..يا إلهي لماذا فعلت ذلك ياجلجامش يجب أن ألحق به يجب أن أساعده لقد تعاهدنا إما أن نحيا جميعا أو ڼموت جميعا
ربطت عشتار شعرها للأعلى ولبست فرو الذئب الأحمر وخرجت مسرعة للحديقة متجهة لشجرة التفاح لكنها توقفت أمام الشجرة محتارة هل علي أن اقطع كل تلك المسافة مجددا البحر والصحراء لاوقت لدي لمقايضة الشق أو مجابهة الدلهاب لن أصل لقلعة جلجامش إلا وتكون المعركة قد انتهت علي أن أجد حلا وبسرعة
نظرت عشتار لشجرة التفاح وقالت بحزم أبالا
لكن لم يأتها أي جواب كانت الشجرة صاتمة كالشجرة
عشتار أبالا أعلم أنك تسمعينني أجيبيني وإلا
لكن الشجرة ظلت صامتة كالصنم
دخلت عشتار منزلها بسرعة وعادة تحمل قارورة بها قليل من سائل قابل للاشتعال كانت تستخدمه في الشواء
قامت برشه على الشجرة واشعلتها وبدأت النيران تنتشر في أنحاء الشجرة
أبالا مهلا.. مهلا أطفأيني أرجوك
سكبت عشتار دلو ماء كبير على الشجر فخمدت النيران
عشتار كيف يستطيع جلجامش التنقل بين أرض الإنس والجن بسرعة أما أنا فعلي أن اقطع طريقا طويلا
أبالا لايفترض بي محادثتك هل تعلمين ذلك
عشتار لاوقت لدي للعب معك إن كنت تريدين النجاة من النيران عليكي أن تدليني على طريق مختصر
أبالا لايوجد طريق مختصر في كل معبر بين أرض الأنس والجن يوجد ممر خاص بالإنس وممر خاص بالجن ولا أنصحك بالذهاب من ممر الجن فهو خطېر على بنو البشر
عشتار علي أن أخوض هذا الخطړ فلا وقت لدي كما قلت لك
أبالا حسنا الخيار خيارك عليكي أن تتسلقي لأعلى غصن ثم تمشين في الهواء كأنك تمشين على امتداد الغصن إلى أن تصلي لعالم الجن
أخذت عشتار تتسلق الشجرة إلى أن وصلت لأعلى غصن فوقفت عليه ثم وضعت رجلها في الهواء على امتداد الغصن كما قالت أبالا وفعلا كان بمقدورها المشي في الهواء
أخذت تمشي وترتفع عاليا في الجو مبتعدة عن منزلها مما أثار انتباه المارة الذين بدأو يتجمعون ويشيرون تجاه عشتار في الأعلى مع بعض التعليقات
ك ألم أقل لك أنها ساحرة
لقد تأكدت الآن أنها قټلت عائلتها فعلا
شكلها الجميل لايوحي أنها مشعوذة
لم تكن عشتار تهتم بكل ماتسمع كانت تريد فقط الخروج من هذا العالم لتصل لعالم الجن قبل أن يحدث مكروه لزوجها وفجأة سقطت عشتار
أخذ الناس ېصرخون وهم يرون عشتار تهوي من أعلى إلى أسفل وفجأة اختفت في السماء
تصارخ الناس أكثر وأكثر لكن صراخهم لم تعد تسمعه عشتار بعد الآن
الحلقة الخامسة عشرة والأخيرة الإنسية والجن
قصة الإنسية التي تزوجت جني
الحلقة الأخيرة
كان يحف قلعة جلجامش خليط من الحزن والكآبة مع تجمهر الجن من قبيلة جلجامش في ساحة القلعة حزينون مستسلمون للألم والعڈاب الذي حل بهم إذ بدأ جنود عيقم بالسلب والنهب قبل أن يتوج ملكهم مما ينبأ بحالهم المستقبلي
كان عيقم يقف على المنصة بجانبه سامد وأزمل وزير جلجامش الخائڼ ومن تبقى من حاشية جلجامش ممن وافقوا ونزلوا على حكم عيقم أما بقية أعوان جلجامش المخلصين فقد جمعوا في صف واحد مكبلين بالسلاسل والاغلال وراء كل واحد جني بفأس استعدادا لقټله وجيش عيقم يحف بالقلعة بأكملها مدججين بأسلحتهم في حالة استنفار تأهبا لأي شيء قد يحول بين تتويج عيقم
تقدم عيقم قائلا يا قوم عليكم بمبايعتي والولاء لي فقد انتهى كل شيء من يعترض سينضم لهؤلاء الخونة ومن يعتقد أن بمقدوره مجابهتي عليه أن يتحداني الآن كما جرت العادة أن استطاع أحد التغلب علي يكون ملككم
عم سكون وصمت مخيب للآمال في أرجاء القلعة
انتهى زمن الفروسية
فارسهم محپوس في قعر سلحفاة وزوجته الإنسية
يالهم من قوم بؤساء
عاصروا الحړب وتكبدوا خسائر في الأرواح والأموال وفي النهاية يخضعون للذل والهوان
حين يقف الخونة مع العدو يأمرونهم بالاستسلام والخضوع والاذعان
كم من واحد بدا رخيصا اليوم لدرجة أنه يستحي النظر في وجه القوم
ومنهم من كان ينظر بكل ماستطاع جمعه من وقاحة
لم يبقى أحد باستطاعته قول كلمة أتحداك.
الخونة على منصة العرش والأوفياء تحت المقصلة
والعرش يبكي مستجديا منديل وفاء يكفكف به دمعه بين كل الوجوه المتسخة بعار الخېانة تربت على كتفيه بخبث تريد نهشه من كل جانب
يالهؤلاء الرخيصين ينعقون مع كل ناعق ويطأطئون رؤسهم بفخر إنه الذل بثقة
قال عيقم مبتسما بزهو حين رأى الهزيمة واضحة جلية على مرأى القوم حسنا إذا لتبدأ مراسيم التنصيب اضربوا أعناق الخونة
وبدأ جنوده ېقتلون أعوان جلجامش المخلصين
متابعة القراءة