ثلاثية شط بحر الهوى بقلم الكاتبه سوما العربي

موقع أيام نيوز

 

ضحكت غنوة وقالتانتى الى شبههىانا اكبر منك 
نغمهما سنتين بس 
باغتتها غنوة بسؤال ملحجيتى ليه يا نغم
تلاشت ابتسامة نغم مبتعده عن المرح او الشقاوه بل تحدثت بجديه تقولكذا حاجهوكلهم مهمينانتى أولهم 
جعدت غنوة مابين حاجبيها تنظر لها مستفهمه فجاوبت نغم دون سؤال آخرانتى كنتى آخر أمل ليا 

لا تعلم لما عصف الألم بقلبها على تلك الفتاهيبدو وكأنها كانت تتألم دون كلام 
كأن الحديث لم يجدى او يفهملو تحدثت مع من حولها لن يفهمها 
هذا ما شعرت به غنوه من مجرد نظره الألم بأعين تلك التي عرفت منذ ساعات انها شقيقتها 
تنهدت نغم واعتدلت بجلستها تعود برأسها للخلف تستند على ظهر الأريكة المبطن وقالت وهى شارده بالسقف القديم انتى كنتى أخر أمل ليا يا غنوة 
الټفت وهى مازلت متكئة برأسها للخلف تنظر لشقيقتها وقالتصعب اوى لما تبقى كل حياتك عايشه وسط ناس مفيش فيهم ولا حد فهمك حتى مش بيحاولواالأصعب بقا أنهم شايفين أنه ايه التفاهه دى انتى متخيله!
اخذت نفس عميق تغمض عيناها وهى تقولمن أول ماعرفت ان ليا اختمصريهوكمان أكبر منى حسيت براحه وانه فى امل انا كنت محتجاكى 
صمتت تنظر لها بعمقوطلعتى انتى كمان محتجانى
نظرت لها غنوة تكابر مردده أنا
اكتفت نغم بإماءه بسيطه ترد بثقهايوه أنتى انتى ماشفتيش شكلك كان عامل ازاى وانا بجرى عليكى أحضنككأنك ممتنهمحتاجه الحضن دهاتفاجئتى بيه
واكتشفتى انك محتجاله حمدتى ربنا إن ليكى حد 
اتسعت أعين غنوة پصدمههذه النغم وكأنها طبيب نفسى ام لديها قرون استشعارلقد عرتها تقريباقالت كل ما شعرت هى به تلك اللحظة 
ابتسمت لها نغم وأكملت أنا كمان محتجاكى زى ما انتي محتجانىمع انى ماعرفش لسه عنك حاجة بس حاسه فينا كتير من بعض 
أبتسمت غنوة تهز رأسها ثم قالت أنا كمان 
رفعت نغم قدميها من على الأرض تجلس القرفصاء على الأريكة بعدما الټفت بكل جسدها تنظر لغنوة مردده بحماسطب قولى بقا ياستىاحكيلى كل حاجه عن نفسك وعن شغلك كله كله 
على ذكر سيرة العمل ارتفع رنين الهاتف باتصال من رقم غريب 
جعدت مابين حاجبيها مستغربه ثم فتحت المكالمه ليأتيها صوت مألوف بعض الشئ فقالتالو 
كان الرد من صوت انثوى يقول ألو
غنوة مين معايا
رد عليها الصوت الأنثوى يقول انا لمى لمى صفوت خطيبة هارون الصواف الى كانت خطوبته النهاردة 
غنوةااه اه أهلا وسهلا بحضرتك 
لمى أهلا بيكى انا جبت رقمك من الفندق حبيت اولا اشكرك إنك اتصرفتى بسرعه مع هارون ونقلتيه للمستشفى وثانيا حبيت اسيب معاكى رقمى وكمان اديكى عنوان الشركه لأنى بصراحه بجدد عرضى ليكى بالشغل معايا وأعرفك أنه انا مستنياكى بكره وده مش انترڤيو انتى هتستلمى الشغل على طول 
اتسعت أعين غنوة تبدو أكثر جمالا وقالت بعدما ضحكت بخفه لأ يعنى هو ده بجد ده انتى واخده القرار بالنيابه عنى 
ضحكت لمى تقول مازحهايوه وببلغك بس 
ضحكت مجددا تخبرها أنها تمزح فقط ثم تحدثت بجديه من جديدهو بصراحه أنا بقدس الشغل والناس الى بتقدم شغل كويس خصوصا لما تبقى فى حاجه ليها علاقه بيهاشغل التنظيم مش حد مدخل بيانات ولا كول سنتر او حتى آر إتش لأده حاجه ليها علاقه بتعاملاتى أنا اليوميه يعنى التيم بتاعى أنا وده بيخيلنى بنقيهم على الفرازه زى ما بيقولوا عشان كده أنا هاخدك معايا بأى شرط وبأى مرتب 
لم تسمح لها بالتفكير طويلا تقول بسرعه معادنا بكره الساعه عشره فى مقر الشركة
هبعتلك اللوكيشن على واتساب للرقم ده اتفقنا
صمتت غنوة ثم قالت بتردداتفقنا 
لمىسلام 
غنوةسلام 
اغلقت الهاتف تنظر له بشرود بينما سألتها نغمفى إيه
نظرت لها غنوة بصمت ثم قالتده عرض شغل جديد 
نغمعرض حلو يعنى
غنوة مش عارفه 
نغمطب احكيلى الأول عنه وعن صاحبته وبعدها نشوف 
بالفعل نظرت لها غنوة تحكى لها كيف تعرفت على تلك الفتاه وما عرضته عليها 
سوما العربى 
المره دى قريبه اوىلما توصل لټسمم يوم خطوبتك ده معناه حاجه واحده بس 
كان هذا صوت ماجد الذى يجلس على احد الكراسى امام هارون المتسطح على فراشه 
ليجيب هارون بأعين بارده
إن الى بيعمل كده حد قريب منىقريب اوى 
اغمض عيناه بتعب يقول ومش بعيد يكون من دمى 
زوى ماجد مابين حاجبيه يقول مستغرباقصدك مينشكلك
بتتكلم عن حد معين 
هارونانا تقريبا طول اليوم ما أكلتشوالى شربته فى القاعه كان نبيتبعدها علبة عصير جبهالى كاظم 
اتسعت أعين ماجد پصدمه وهو يسمع هارون يكمل السم كان شديد المفعول لولا النبيت الى كنت شاربه انقذ الموقف شويهده عايز يقتلنى ومش صابر حتى عايز يخلص بسرعه 
دار ماجد حول نفسه پغضب ثم توقف أمام هارون وقالوهتعمل إيه يا صاحبى
هارون هعمل إيهأسجن عمىونتفضح في السوق كله
بالفعل هذا كل ما كان يشغلهفلو أقدم عمه على قټله بكل تأكيد شخص كهارون لن يفضله على نفسه هو بالأخير بشړ 
لكن ماجد كان مستغرب بعض الشئ وسأل يعنى مشكلتك الفضايح فى السوق مش انك مش عايز تسجن عمك وتبهدله!
نظر له هارون يردد بقوهانت عارف مبدئى فى حياتى يا ماجدالى انا أهون عليه هو عليا اهون 
بالفعل كان هذا مبدأ حياه لدى هارون وسار عليه كثيرا وقد عاشر ماجد ذلك فهم أصحاب من الثانويه 
هارون لا يبقى على شخص حاول أذيته ولا يشفع لمن أقدم على ذلك أى شىء لا عشره ولا قرابه ولا اى موقف حلو بينهما 
جلس ماجد على الكرسى مجددا ثم قال على العموم انا طلبت حراسه تأمن المستشفى لحد ما نشوف إيه الى هيحصل وهما من امبارح ماليين المكان 
هز هارون رأسه مؤيدا ليصمت ماجد هو الأخر يعود برأسه للخلف بتعب 
نظر له هارون وسألمالك
صمت ماجد ولم يجب فسأله هارونانت لسه ابوك ممانع تعمل شغل خاص بيك
هز ماجد رأسه إيجابا ليسأل هارون من
جديديا سيدى خلاص سيبك ماكل ده هيبقى ليك لوحدك انت الوريث الوحيد لعيلة الدهبى 
نظر له ماجد ولم يعلق إنما صمت بعدما تنهد بتعب وقال بإيجازانا ماشى هجيلك الصبح 
أوقفه هارون يقولاستنى استنى لا صبح ولا ضهر انت تروح تخليهم يكتبولى على خروج انا مش بتاع مستشفيات 
ماجد برفض تاملازم تقعد هنا عشان يتابعوا حالة قلبك دى حاجة مافيهاش هزار 
هارون بضيقمااجدخلصنا علمت رسم قلب من شوية وكله تمامانت عارف أنا أكره ما عليا نومة المستشفياتهتخلص انت اجراءت الخروج ولا اقوم أناانا مش عويل هعرف أتصرف 
ماجد خلاص خلاص هروح أخلص 
بالفعل بعد بعض الإجراءات ورغم رفض الطبيب لكنه بالفعل خرج وذهب لبيته يفكر بذلك الحلم الجميل 
سوما العربي 
عاد ماجد بعدما أوصل هارون ودخل لبيته حيث قصر كبير أوله بوابه الكترونيه ضخمه تفتح لك أبوابها لترى من خلفها حديقه واسعه بها طريق طويل بأخره الباب الداخلي للبيت 
الذى ما ان يفتح حتى تتقابل مع مجموعة رائعة من التحف 
دائما ما بغضها وبغض رؤيتها 
بعدها تجد نفسك امام مائده طويله عليها أصناف معده بمنتهى الجوده لأفراد عائلة الذهبى
الجد مصطفى الذهبى وابنه محمود والد ماجد وفريال هانم والدته وزوجة محمود 
كان ثلاثتهم بانتظاره على مايبدو لتناول العشاء فتقدم يلقى السلام السلام عليكم 
التف له مصطفى يقول بحب حمدالله على السلامه يا حبيبي تعالى إحنا مستنينك 
جلس على مقعده المعروف وسطهم يرد على الجد الله يسلمك يا جدى 
تحدث محمود بعتاب وقالمش كنت تقولى انك هتلغى اجتماع النهاردة يا ماجد بدل ما اتفاجئ أنا 
زم شفتيه بحرج ثم قالاعذرنى النهاردة كان خطوبة هارون ونسيت خالص 
تدخلت والدته تسأل پحدهولما هو كده ما اخدتش مراتك معاك ليه ماهى قاعدة هنا طول اليوم بدل ماتروح لوحدك والكل عارف إنك متجوز 
ضحك بسخرية يشوبها الألم متزوج!
نظر لها نظره عتب واتهام وهى ابتعلت رمقها بصعوبه ارتباك تعلم أنه غير مرتاح وغير راضى 
لكنها ضغطت عليه كثيرا كانت تريد لهذه الزيجه ان تتم بأى شكل وبأى صوره كى يعزز أبنها وضعه بالسوق والعائلة بالتالى يقوى موقفها هى الأخرى وسط عائلة الذهبى وهى أم الوريث 
وهو فعل استمع لحديثها وفعل ليندم يوميا وهو يحيا وحده تلك العيشه البائسه 
نظر على والده وجده وجدهم غير راضين تماما يعلمون جيدا أنه غير مرتاح 
الأمر لا يحتاج صلة ډم او قرابه كى يشعرا به فقط هو واضح للأعمى 
ابنهم غير مرتاح وغير متوافق فى زيجته تلكهم أنفسهم غير مرتاحين لتلك الفتاه 
طباعها غير طباعهم بالمره ولم تكلف نفسها حتى عناء التطبع بطبعهم 
اخذ نفس عميق ثم جاوب والدته قولت لها وهى ماحبتش تروح اغصب عليها مثلا
صمتت فريال ولم تتحدث رغم الحده الظاهره بعيناها 
نظروا جميعهم على درج
السلم حيث تهبط الدرج زوجة وحيدهم صاحبة الثلاثين عاما تصغر زوجها بثلاث سنوات 
أنها ندى الاباصيرىابنة وزير الصناعه والتجاره بالطبع الإسم وحده كافى لإتمام اى زيجه وغض الطرف عن اى شئ حتى لو لم تكن صاحبة جمال عالى ولا حتى متوسط لكن المال يتكلم 
له لغه خاصهفجمال الملابس والأنفاق على عمليات التجميل صنعت جسد خرافى منحوت بدقه بوجه ېصرخ من كثرة الشد والنفخ 
تتحرك بزهو تجلس لجوار زوجها دون السؤال حتى عن حاله ملقيه السلام على الجيمع تنظر لفريال وتبتسم ومحمود يهز رأسه بسخط فهى نسخه من فريال ولا يريد لابنه أن يصبح نسخه منه أيضا 
سوما العربى 
صباح يوم جديد
وقفت تنهى ارتداء ثيابها تحت نظرات نغم التى قالتحلو اوى الحجاب الابيض عليكى طالعه زى الملاك 
ابتسمت لها غنوة فى المرأه وقالتطب مانا ملاك هو انا فى زيى 
رفعت نغم إحدى حاجبيها وقالتالتواضع اتخلق عشانك 
ضحكت غنوة ثم ابتعدت خطوه تنظر على هيئتها كلها من بنطالها الأبيض يعلوه جاكت من الجوخ باللون السماوى مع حجاب ابيض كالحليب وشنطة ظهر مناسبه 
ألقت لنغم بود صباح الخير يا حسنماعلش اصلى متأخره ولسه هروح للشيخ زايد يعنى حوار 
هز رأسه وابتسم يقول حلو انا كنت رايح هناك بردو لناس صاحبىتعالى اخدك فى طريقى بدل المواصلات 
وهل سترفض يعنى توصيله مريحه ومع حسن وحدهم بالتأكيد
وافقت 
وصل صباحا لمقر الشركة لدى لمىيسأل نفسه منذ متى وهو يأتى مبكرا ولما خرج بثانى يوم من مغادرته المشفى 
أم لأنه عرف بقدومها اليوم للعمل
وقف فى شرفة مكتب لمى يحتسى ثهوته الى ان تنتهى من بعض الأعمال فى المخزن 
دقق النظر بعيناه يتأكد وهو يرى صاحبة العيون الآسره تترجل من سيارة أحدهم بل وترجل هو الأخر 
احتدت عيناه يضع فنجانه بجانبه
 

تم نسخ الرابط