رواية چحيمي ونعيمها بقلم الكاتبه امل نصر
المحتويات
واستشاط عقلها بنيرانه وهي تقرأ كم التعليقات الساخرة من زوجته الأولى فلم تشعر بصړختها المدوية وهي تخرج من عمق حلقها ولا بالهاتف الذي دفعته بطول ذراعها حتى اصطدم بالحائط ليقع على الأرض متهشما لعدة قطع متناثرة ولا بشهقة الزعر التي ت من مارو وسقط على أثرها فنجان قهوتها الكبير من يده ليكمل على فوضى الغرفة وخروجه مهرولا خوفا هيئتها.
يانهار ابيض يا عامر ابنك المچنون طلع بيان قالب الدنيا وخلي معظم
الناس في صفه ابن اللذينة جاب الفكرة المچنونة دي منين
ېخرب عقله دا إسمه النهاردة بقى ترند لكن انت كنت على علم باللي عمله دا ياعامر!
رمقها بنظرة غامضة وهو يرتشف من فنجانه لعدة لحظات ثم رد باقتضاب
عايزاني اقولك ليه وانت مالك
أجفلها رده المباغت فتلعثمت تجيبه بحرج وقد وصلها مقصده حينما تذكرت شجارها معه بالأمس
أنا مالي ازاي بس يا عامر مش معنى ان معجبنيش تصرف ابني في الأول يبقى مش هافرحله لما إسمه يعلى من تاني .
يعني رتك كنت حاسة بالعاړ امبارح عشان كسرناك انا وابني بجوازته اللي عرتك قدام بهيرة
شوكت بنت سلطح باشا والنهاردة بقى رفعتي راسك لما شلة المنافقين اللي حواليك بعتولك يمشوا مع الموجة ويعبروا عن جرأة ابنك وحكمته! في اختيار البنت الفقيرة وقصة الحب الجميلة مابينهم.
صمت برهة وعيناه اشتدت حدتها يكمل
ابتعلت ريقها بتوتر لم يخفى عليه وعيناها لا تقوى على مواجهته ولا تجد من الكلمات التي تصلح للرد فلا هي تملك تبرير موقفها لتمتص ڠضب زوجها الذي تعلم العلم أنه تعدى أقصى مراحله منها ولا هي تقوى على الإعتذار عن شئ توقن في قرارة نفسها أن لديها كل الحق فيه وكأن صفحة وجهها الشفافة انبأته بصراعها من الداخل وقرأ عليها مالم تبوح به بلسانها زفر من أعماقه مطولا ثم نهض ينهي حديثه ليرحمها من صراع نفسها تاركها محلها كالطفل المذنب وحزنه هو يزداد أضعاف.
يالهوي ع الكهن فضلت راسمة فيها دور المؤدبة لحد اما جابت الراجل على بوزو.
لا وتخطيط تمام مشيت معاه في السر لحد اما اتمكنت وبعدها نترت بنت وزير عشان تمد وتدلدل رجليها على كيفها.
ايوة ياختي ايوة جاتنا نيلة في حظنا الهباب.
الټفت بطرف عيناه على السيدتين لبعض اللحظات ثم تحركت لتتركهم في ثرثرتهم حتى وصلت لغرفتها ها يصعد ويهبط پعنف بريق عيناها الذي يومض بشكل مخيف ينبئ عن حجم النيران اتعرة بداخلها على نفس هدوءها المريب توجهت للنافذة الكبيرة خلف مكتبها تتطلع في الفضاء الواسع أمامها بأعين شاردة في ذكراها البعيدة معه منذ أكثر من سنة.
ولجت لداخل الملهى الليلي مع أحد أصدقائها القدامى فلمحت عيناها شبح ه من الخلف جالسا امام رجل البار يجترع في كؤوس الشراب بلا توقف اقتربت تحيه بة على ظهره
هاي ياجاسر انت هنا من أمتى
رد التحية بشبه ابتسامة فاترة
أهلا ياميرفت .
قاعد لوحدك يعني النهاردة طارق صاحبك مش موجود بقى ولا إيه
قالتها وهي تجلس بجواره على البار فرد يجيبها باقتضاب وهو يتناول من طبق اليات أمامه
لأ عشان سافر لعيلته .
اممم
ت منها بارتياح لتجدها فرصة لتكمل الجلسة معه متخلية عن الجلسة مع صديقها الذي وجد صحبة أخرى ليندمج معهم منعت لوبها الجاف تقرب أي فتاة
من عاملات الملهى إليه وهو يزيد من شربه في الخمر وهي لا تكف عن الحديث معه في شتى المواضيع حتى نهض فجأة مقررا العودة لمنزله أصرت على مرافقته مستغلة عدم اتزان رأسه باهتزاز ه من تأثير الخمر مع علمها الأكيد بسفر ميري برحلة سفاري مع أصدقائها في الشمال دلفت معه لداخل المنزل وأصبحوا وحدهم مع انصراف الخادمة ووجود الحراس في الخارج سقط هو من تعبه على أقرب كنبة وجدها أمامه يمسك برأسه
بين راحتيه فاقتربت هي
تجلس بجواره لت براحتها على ظهر كفه تدعي القلق
الف سلامة عليك هي لدرجادي دماغك بټوجعك
أومأ برأسه دون ان يرفع عيناه إليها فزادت من قربها حتى أصبحت ملتصقة به وقالت بمسكنة
ياقلبي ياجاسر حاسة بيك وتعبانة على تعبك أنا أكتر واحدة تعرف باللي يألمك.
انتبه على جملتها والتي كانت تحمل في طياتها عدة معاني فرمقها بنظرة بمتفحصة يستنبط مقصدها مع قربها الغريب فقد كان وجهها لا يفرق عن وجهه سوى مسافة قليلة جدا واستطردت هي بحديث عادي ولكن بنبرة مغوية
انت مستغرب ليه انا بتكلم عن تجربتي في جواز فاشل مع راجل شخصيته ضعيفة وغبي يفتقر للرجولة اللي بتتمناها أي واحدة ست مش انا شخصيتي قوية لكن احب جوزي يبقى هو ايطر والقائد.
أكملت بنعومة أكثر
الرجالة اللي بالصفات دي بقوا نادرين قوي والست المحظوظة هي اللي بتقع على واحد فيهم لكن لو ما حافظتش عليه واهملت يبقى تستاهل كل اللي يجرالها
جربت إيه
مش محتاجة أوضح ياجاسر ولا انت عايز تفهمني ان البنات اللي بتسحبهم يوميا معاك وتيجي بيهم هنا في غياب ميري بتجيبهم عشان ينظفوا البيت
كلماتها السامة جعلته يستفيق حتى محت كل أثر للخمړ من رأسه فقال يرد عليها بهدوء
لأ يا ميرفت انا بسحبهم فعلا على هنا او اروح بيهم الفندق عشان غرض معروف جدا بالنسبالي بس تفتكري يعني ان أخلاقي تسمحلي اعمل كدة معاك انت صاحبة مراتي
وفيها إيه
قالتها ببساطة وأكملت
مدام انت عاجبني وانا عجباك ايه اللي يمنع مراتك غبية و ماتستهلش نظرة واحدة منك حتى لا عمرها حست بيك ولا حتى هاتفهمك يبقى ليه نعمل حسابها بقى
أومأ برأسه ورد مضيقا عيناه بتفكير
هي فعلا غبية عشان مصاحبة واحدة زيك بس تعرفي بقى انا ممكن امشي على كلامك على فكرة واكمل الليلة معاك بس من البداية كدة انا ماحبش اخد حاجة من غير تمن.
قطبت جبينها تسأله تفسار
قصدك إيه
مال نحوها بابتسامة قاسېة يجيبها
قصدي مدام جيبتي سيرة البنات فا انا على استعداد إن احل إشكال ميري اللي واقفة مابينا بإنك تاخدي حق الليلة زيهم إيه رأيك بقى
احتدت عيناها وتوحشت ملامحها بشراسة تهتف غاضبة بوجهه
انت قد كلامك دا يا جاسر بقى بتشبهني أنا بشوية الحثالة أولاد الشوارع دول
توسعت ابتسامته يقول بتأكيد
شوية الحثالة دول عندهم مبرر عشان يبيعوا نفسهم إنما انت بقى مبررك إيه للخېانة أخرجي من هنا دلوقت ورحي على بيتكم ياميرفت.
تسمرت محلها وهي ما تزال لم تستوعب الصدمة فت جاسر يشيح بوجهه عنها وكرر مطلبه غير عابئ بهيئتها
بقولك برا يا ميرفت واخرجي حالا.
مع صيحتها الهادرة تحركت أقدامها للمغادرة من منزله وشعور بالذل اكتنفها لم تقابله في حياتها حتى وصلت لسيارتها لتسيل من عيناها دموع عزيزة بل نادرة مسحتها سريعا لتعود لطبيعتها القاسېة على الفور تردد لنفسها وهي تهم بتدوير المحرك
ماشي يا جاسر يا ريان مسيري ارد
حق كرامتي منك
عادت لواقعها الان على طرقة خفيفة على باب غرفتها أصبحت تعلمها وتعلم بصاحبتها حركت رأسها لتجلى عنها ذكريات الأمس ومرارتها بحلقها وخطت لتجلس خلف مكتبها تدعي الثبات قائلة
أدخل .
فتحت غادة بهيئتها المبالغة في الإناقة والزينة وابتسامة تفضح ما يدور برأسها وهي تجيبها برقة
صباح الخير انا قولت اجي اطل عليك فاضية.
ردت برسم ابتسامة لتخفي حزنها
حتى لو مش فاضية افضيلك نفسي اتفضلي ياغادة.
دلفت بخطواتها المتأنية لتجلس أمامها بأدب قائلة
كنت عايزة اشكرك على حفلة امبارح اصل بصراحة انبسطت فيها جدا.
هنا ت منها ابتسامة حقيقية لترد على كلمات غادة
إيه يابنتي اللي بتقوليه ده بتشكريني على حفلة كنت عاملاها عشان صحابي وحبايبي ولا انت مش معتبرة نفسك صاحبتك.
ردت بلهفة على الفور
لا أبدا والله دا انت قلبي من جوا
لت ميرفت في جلستها تعود لطبيعتها وهي تخاطب الأخرى قائلة
بس انت إيه الحلاوة دي دا ماهر اخويا كان هايتجنن عليك امبارح الولد اتفاجئ بحلاوتك حرفيا
كتمت شهقة بحلقها وهي ترد بقلب يرتجف بالفرحة
مش لدرجادي يعني يا ميرفت دا البنات الحلوين كانوا مالين الحفلة إمبارح .
لا لدرجادي وأكتر كمان خليك واثقة من نفسك ومن جمالك دي ناس أقل منك بكتير اهي واخدة حظها والدنيا كلها بتتكلم عنها.
قالتها بمكر لم تفهمه غادة فظهر على وجهها التساؤل فتابعت ميرفت
إيه
بقى هو انت ما شوفتيش البروباجندا اللي عاملها النهاردة جاسر الريان بإعلان جوازه من بنت خالك.
استدركت غادة ترد وهي تلوي بثغرها
ما انا قولتها من زمان يا حبيبتي حظوظ.
وكأن كلمتها جائت على موضع الچرح رددتها من خلفها تقصد كل حرف منها
هي فغلا حظوظ.
داخل غرفة مكتبه دلفت بابتسامة توسعت فور أن رأت إشراق وجهه نحوها فتقدمت ترسم الجدية لتضع الملفات أمامه تقول برسمية
الملفات دي عايزة إمضتك رتك.
رتك!
ردد خلفها ضاحكا وتابع يشير لها بيده
طب تعالي تعالي وبلاها من الرسمية دلوقت
الټفت لخلف المكتب تطيعه وهي تخاطبه بتعجب
طب عايزني في إيه
شدد عليها بين يديه يقول بحزم
بس بقى اهدي كدة يصح ولا مايصحش دا مكتبنا واحنا حرين فيه اهدي عشان تسمعي عايز اقول إيه
توقفت عن مقاومتها واضطرت صاغرة لمطلبه على مضض فشاكسها بمرح
وافردي بوزك دا عشان اعرف اكلمك كويس.
أومأت ترسم ابتسامة مضطربة فاستطرد يسألها
عرفتي اني أمرت بصرف مكافأة نص شهر لكل الموظفين بمناسبة الشراكة الجديدة
أومأت برأسها تقول
اه عرفت دي البت غادة كانت هات من الفرحة وهي بتكلمني
تبسم يسألها
وانت بقى مسألتيش عن مكافأتك ليه
هزت بأكتافها تجيبه
واسأل ليه بقى هو انت مخليني محتاجة حاجة ولا بصرف قرش حتى من مرتبي
تطلع إليها صامتا يتأملها للحظات ثم تناول كف يدها
ليسألها برقة
طب انا عايز أكافئك بحاجة مختلفة عن الفلوس نفسك في إيه
متابعة القراءة