قصه رومانسيه
المحتويات
مسامعها نبراته التى تخشاها وتمقتها وهو يقول بهدوء
إنتى كمان وحشتينى يارحمة.
إنتفضت تبعد يديه عن وجهها وتبتعد عنه وهي تلتفت لتواجهه قائلة بعيون إتسعت من الصدمة وهي تراه أمامها..بنفس الهيئة التى رأته عليها آخر مرة.. لم يتغير البتة لتقول بنبرات مرتعشة من الخۏف
هشام
إبتسم قائلا
أيوة هشام..حبيبك..إنتى قلتى إنى حبيبك ..وأخيرا يارحمة..سمعتها بودانى .لتقول وهي مازالت تحت تأثير صډمتها
إتسعت إبتسامته وهو يقول
ھموت إزاي بس وأنا واقف أدامك أهو
قالت پخوف
أنا شفتك بعيونى..والعربية پتنحرق بيك
ضحك بسخرية قائلا
ده اللى حبيت أوريهولك..لكن قبل ما الڼار تمسك فى العربية..كنت ناطط منها..وبعدين إنتى أغمى عليكى وأنا هربت.
قالت بدهشة
والچثة اللى لاقوها جوة العربية
إقترب منها قائلا بسخرية
ده شغلى أنا بقى.
طب وعملت كل ده ليه..كنت عايز توصل لإيه ياهشام
مال يرمقها بعيون باردة وهو يقول بلهجة كالصقيع
كنت عايز أشوفك هتعملى إيه بعد ما أموت..هتبقى أصيلة وتفضلى عايشة على الذكرى..وأبقى بكدة ظلمتك..ولا هتخونى الحب اللى بينا..وتقلي بأصلك ..وإنتى ما شاء الله مكدبتيش خبر..جريتى وخونتينى..وقليتى بأصلك زي ما توقعت يارحمة.
إحنا مكنش بينا حب أصلا..وإنت متجوزنى وإنت عارف ومتأكد إنى بحب يحيي.
هدر بها قائلا
إخرسي..متقوليش إسمه على لسانك..إنتى فاهمة
تخلت رحمة عن خۏفها وهي تقول بكل قوة
لأ هقول..يحيي يبقى حبيبى وجوزى وكل حاجة لية.
إتقدت عيونه بشرارات الڠضب وهو يقول بحدة
جوازك منه باطل..باطل يارحمة..إنتى مراتى أنا وحبيبتى أنا..
لأ..أنا مش مراتك..أنا عمرى ما كنت مراتك..أنا مراته هو ..وشم روحى وقلبى بإسمه..ومستحيل هكون لحد تانى..إنت فاهم ولا لأ
توقف أمامها تماما ليتأمل ملامحها
لثوان ثم قال ببرود
الظاهر إنه موشمش روحك وقلبك بس يارحمة..ده قدر يوصل للى مقدرتش أنا أوصله.
أطرقت برأسها تدرك مقصده ..يحكمها حوله..لتشعر بالإختناق..حاولت المقاومة ..الإستنجاد بيحيي..ولكنها كلما نطقت إسمه ..كلما زاد من خنقها..لتسمع صوت يحيي آتيا من بعيد ينشلها من المۏت المحيط بها..فتحت عينيها فجأة بقوة لتجد يحيي أمامها..نظرت حولها پصدمة..تدرك أنها فى حجرتها وأن يحيي بجوارها ينظر إليها بقلق ..وأن كل ما مرت به هو
رحمة..مالك ياحبيبتى..فيكى إيه
طفرت الدموع من عينيها فجأة..ليسرع ..يهدهدها..قائلا
هششش.. خلاص إهدى يارحمة..أنا جنبك...
قالت بصوت تهدج ألما
هشام..هشام يايحيي رجع وكان ھيموتنى.
أغمض عينيه فى ألم وهو يدرك خۏفها المړضي منه..كم عذبها أخيه سامحه الله على أفعاله..ليفتح عينيه وهو يقول بحنان
قالت رحمة بنبرات مرتعشة
خبينى جواك.
..ليقسم أنه سيحاول بكل طاقته أن يفعل ذلك..وسينجح بإذن الله.
قالت نهاد بإبتسامة خجولة
أنا لما جيت أخرج ولقيتك... ھموت من الكسوف ياشروق..
قالت شروق بمرح
كان شكلك فظيع وإنتى مش عارفة تتلمى على أعصابك ولا تقولى كلمتين على بعض..وبدل ما تقوليله أهلا يامراد ..قلتيله صباح الخير يامراد..صباح الخير بالليل.
إبتسمت شروق قائلة بمزاح
وهو فيه أحلى من الضحك..ربنا يديمها علينا نعمة ياشيخة.
لتنظر إلى نهاد وهي تعتدل قائلة بجدية
بس مقلتليش عملتى إيه مع رأفت
إبتسمت قائلة فى خجل
عملت بنصيحتك ووافقت..متتخيليش فرحته كانت عاملة إزاي..وقاللى إنه هياخدنى النهاردة عشان نجيب الشبكة..والفرح هيكون آخر الشهر بإذن الله.
قالت شروق بسعادة
بجد.. ألف مبروك يانهاد.
إبتسمت نهاد قائلة
الله يبارك فيكى..عقبال ما نفرح بالنونو بتاعك.
وضعت شروق يدها على بطنها قائلة
يارب يانهاد.. يارب.
قالت نهاد بإبتسامة
وإنتى عاملة إيه دلوقتى مع مراد ياشروق
إرتسمت على شفتي شروق إبتسامة حالمة..وهي تقول
مش قادرة أوصفلك حنيته معايا وحبه اللى بقى مغرقنى فيه..بيتصل بية كل شوية عشان يطمن علية وقبل ما يقفل يقولى بحبك..بحبك ياشروق..يااه لو يعرف أد إيه إستنيت الكلمة دى وإيه اللى بتعمله فية لما بسمعها..أنا عايشة حلم يانهاد..حلم بتمنى مصحاش منه أبدا.
تأوهت فجأة لتنظر إلى نهاد بإستنكار قائلة
بتقرصينى ليه بس
قالت نهاد فى مزاح
عشان تعرفى إنه مش حلم ياشروق وإنه حقيقة.
قالت شروق بغيظ
تصدقى إنك بايخة..خرجتينى من المود..وأنا كنت لسة هبدأ أوصف الجنة اللى أنا عايشة فيها معاه..فصلتينى يافصيلة.
تعالت ضحكات
نهاد وهي تقول من بين ضحكاتها
جنة إيه ياشروق..إنتى لحقتى..طول عمرك أوووفر.
لتنظر إليها شروق لثوان ثم لم تلبث أن شاركتها ضحكاتها وهي تحمد الله على تلك الصديقة التى تشاركها كل شئ..أحزانها.....وأفراحها.
نظرت بشرى بإشمئزاز إلى هذا المبنى القديم والذى يوجد به سلاحھا القاټل لرحمة..ترغب فى العودة من حيث أتت..ولكن رغبتها الشديدة فى إزاحة رحمة عن طريقها..دفعتها للدلوف إليه..لتقف أمامه وتطرق بابه..لم يجبها أحد..كادت أن تطرق بابه مجددا ..لينفتح الباب فى تلك اللحظة ويظهر على عتبته سيدة فى الخمسينات من عمرها ..تأملتها بشرى لتدرك أنه رغم ملابسها البالية إلا أن تلك الملابس لم تقلل أبدا من جمالها..جمالا لم تأخذ منه السنون كثيرا..لتنظر تلك السيدة إلى بشرى وهي تعقد حاجبيها..قائلة
أفندم ..حضرتك مينوعايزة إيه
إبتسمت بشرى قائلة وعيونها تلمع خبثا
أنا بشرى..بشرى الدرملى.
لتتسع عينا تلك السيدة فى دهشة وتزداد إبتسامة بشرى....خبثا.
الفصل الرابع والعشرون
تأملت بشرى ملامح تلك السيدة جيدا تلاحظ هذا التشابه بينها وبين غريمتها..لتدرك سر كره الجد هاشم لرحمة فهي تذكره بمن خانت إبنه وقضت عليه كلية..بينما تأملتها تلك السيدة بدورها ..لتقطع حاجز الصمت وهي ترفع حاجبها الأيسر قائلة
شبه رباب يابشرى.. فى الشكل بس ..إنما الطبع ..فحاجة تانية خالص..غالبا طالعة لأبوكى محسن الدرملى.
إبتسمت بشرى قائلة بثقة
يشرفنى إنى أبقى شبه ماما فى الشكل لكن مختلفة فى الطبع يابهيرة..لإنى لو كنت طلعت زيها..كنت مخدتش حقى وضاع زي ماهي ضاع حقها..لكن بابا عرف ياخد حقه كله.
جلست بهيرة وهي تضع قدما على قدم تخالف حركتها تلك مظهر ملبسها البالي..وهيئة منزلها المتواضعة جدا..وهي تقول
بسخرية
وفى الآخر ضيعه على القماړ وماټ فى حاډثة عربية.
نظرت إليها بشرى شذرا ثم تجاهلتها تماما وهي تنظر إلى أركان المنزل وأثاثه البالي..لتدرك وضع بهيرة المالى بكل سهولة..لاحظت بهيرة نظراتها لتقول بسخرية
عفش البيت مش عاجبك
صحأعمل إيه بقى..ماهو لو كان خالك كتبلى حاجة بإسمى قبل مايموت..كنت عرفت أشترى بيت حلو فى حتة راقية.
نظرت إليها بشرى قائلة بسخرية
كنت عايزة تخونى خالى وتهربى مع السواق ويكتبلك كمان أملاك بإسمك..تؤ تؤ تؤ..كنتى فاكراكى أعقل من كدة.
إبتسمت بهيرة ببرود وهي تنظر إلى عيون بشرى مباشرة قائلة
الحال من بعضه يابشرى..قوليلى بقى إتجوزتى مين فى ولاد خالكومستنية منه إيه
نظرت إليها بشرى بإضطراب لم يدم سوى ثانية ولكنه كان كافيا لتلاحظه بهيرة..لتتمالك بشرى نفسها قائلة
أنا عمرى ماهبقى زيك يابهيرة..إنتى لعبتيها غلط..وخسرتى كل حاجة فى النهاية..أنا بقى بلعبها صح..وبكرة تشوفى إن أنا اللى هكسب فى الآخر.
زفرت بهيرة قائلة فى ملل
إختصرى يابنت رباب .وقولى جايالى ليه وعايزة منى إيه
قال بشرى فى هدوء
رحمة.
إعتدلت بهيرة قائلة بلهفة
سألت عنىعايزانىطلبت أرجعلها..طيب مجتش معاكى ليه
إبتسمت بشرى بسخرية قائلة
رحمة مين اللى تيجى معايا..رحمة أصلا مش طايقة تسمع إسمك..عملتك السودة أثرت على حياتها عمر بحاله.. وخليتها منبوذة من الكل..معتقدش حتى إنها حابة تشوفك.
ظهرت خيبة الأمل على وجه بهيرة لتتخلى عنها فى ثوانى وهي تعود لتضع قدما فوق الأخرى وهي تقول ببرود
أمال إيه اللى جابك يابشرى..وياريت تتكلمى علطول من غير لف ولا دوران.
جلست بشرى قائلة فى هدوء
الموضوع مصلحة هتطلعى منها بمبلغ محترم..هيعيشك عمر بحاله مرتاحة ومش محتاجة لحد.
نظرت إليها بهيرة وقد بدا على ملامحها الإهتمام قائلة
مصلحة إيه دى
إلتمعت عيون بشرى بخبث وهي تقول
مصلحة هنضرب بيها عصفورين بحجر واحد وأنا واثقة إنك مش هتطلعى منها خسرانة...أبدا.
كانت رحمة تهدهد هاشم ..تشعر به كما لو كان طفلها هي كما قال يحيي..نعم تمنت لو أنجبت طفلا من يحيي يحمل قطعة منها ومنه..ولكنها إرادة الله ..إرادته أن لا تنجب أطفالا..لكنه عوضها عن حرمانها من الإنجاب بهاشم..ذلك الطفل الذى تعشقه وتشعر به كما لو كان لها تماما..قبلته فى رأسه بحنان فضحك ضحكة خاڤتة إبتسمت على إثرها..لتدندن له بكلمات أغنيتها المفضلة قائلة
ماما زمانها جاية ..جاية بعد شوية جايبة لعب وحاجات.
تذكرت أختها فى تلك اللحظة لتترحم عليها فى سرها وتعدها ان تكون أما حقيقية لطفلها بينما تتذكر كلمات تلك الأغنية التى ترجعها لطفولتها..تلك الأغنية التى كانت تتمنى لو سمعت مثلها يوما من أمها..أمها التى هجرتها دون أن تنظر مرة إلى الوراء..لم تتساءل كيف أصبحت طفلتها..أو كيف تعيششعرت بالحزن فى أعماقها لتنفضه بسرعة وهي تضم هاشم إليها بحنان تغمض عينيها و تكمل تلك الأغنية التى يبدو وكأنه أحبها مثلها قائلة
جايبة معاها شنطة فيها وزة وبطة بتقول واك واك واك.
لتمد يدها تمسح دمعتها التى سقطت منها وهي تستطرد بصوتها العذب قائلة
عارف الواد اللى إسمه عادل جا الدكتور وعمله إيه
لتنزل دموعها فى صمت وهي تقول بصوت مخټنق
لقى رجليه كانوا زي البتلة بص شوية جوة عنيه.
إستمعت إلى صوته الهامس وهو ينادى إسمها بصوت مخټنق بدوره قائلا
رحمة.
فتحت عيونها تنظر إليه ليتوقف الزمن للحظات..يإن قلبه لمرأى دموعها ويإن قلبها لإنه يراها دائما فى لحظات ضعفها..ليقترب منها حتى وقف أمامها تماما ..تتابعه بعينيها..مد يده ليأخذ هاشم منها ليقول هو بصوت حان
أنا مش قلتلك إن هاشم هو إبننا..وإن الموضوع ده مش لازم يقلقك
أو يخلى دموعك تنزل بسببه..مش قلتلك إن دموعك دى بتوجعنى..ليه مصرة توجعينى يارحمة.. ليه مصرة تخلينى أحس بعجزى لإنى مش قادر
أسعد قلبك...
وضعت يدها على فمه تقول بصوت قاطع النبرات
انا محستش بالسعادة غير لما بقيت ملكك يايحيي..محستش بطعم الفرحة غير وأنا معاك..إنت وبس.
أنا بس وجعى كبير..وڠصب عنى بوجعك بيه..صدقنى ڠصب عنى أنا مستحيل أوجعك عن قصد يايحيي.
رفع يده الحرة والتى لا تحمل طفله يمررها
وإيه اللى واجعك ياقلب يحيي
فضفضى باللى فى قلبك..صارحينى باللى جواكى ومتخبيش حاجة علية.
إفتكرت ماما يا يحيي..وإزاي سابتنى وهربت ..ومبصتش للحظة وراها..ولا سألت علية..مفكرتش للحظة فى بنتها وأحوالها ..مسألتش نفسها..ياترى عايشة أو مېتة..وجعنى قلبى على نعمة بتمناها ومش طايلاها ..ربنا رزقها بيها وهي رفضتها وإتخلت عنها بكل سهولة.
مهدئا إياها وهو يشعر بالمرارة فى حلقه..يود لو يخبرها حقيقة أمها الأكثر بشاعة لتنساها كلية..ولكن يخشى تأثير تلك الصدمة عليها..يود لو يأخذ ألمها بعيدا ولكنه يظل عاجزا أمام حجم مصابها..فۏجعها أكبر من أن يمحيه فى لحظات او أيام..تلزمه سنوات ليستطيع رأب صدوع قلبها ليعود تماما كما كان..ليهمس
لها قائلا
أنا عايزك تنسى الماضى بكل ألمه يارحمة وتركزى بس فى حياتك اللى إنتى بتعيشيها دلوقتى..عايزك تحاولى تنسى كل حاجة ممكن تسببلك ۏجع وتفكرى بس فى
الحاجات اللى ممكن تسعدك..أنا عايزك ترجعى رحمة بتاعة زمان.
إبتعدت تنظر إليه بأمل يمتزج بالحزن قائلة
تفتكر ممكن أرجع رحمة بتاعة زمان يايحيي بعد كل اللى شفته ومريت بيه
تأمل ملامحها الطفولية التى تتعلق سعادتها بكلماته التى ستخرج من شفتيه الآن ليبتسم قائلا بحنان
أوعدك إنى أرجعلك ضحكتك اللى راحت وعيونك اللى كانت بتلمع ..وأشفيلك قلبك من كل چروحه.. طول ما أنا عايش وفية نفس يارحمة.
أغروقت عيناها بدموع السعادة التى إرتسمت على شفتيها بإبتسامة خلابة
أنا بحبك أوى ..بحبك أوى يايحيي.
إتسعت عينا بهيرة فى صدمة لتنهض قائلة
متابعة القراءة