صعود الى سطح البيت
يعني ما ينفعش .
بابتسامة بمبهة نهضت من جوارها وهي تقول
يعني انتي مش عايزة تسيبي حبيب القلب وبتقولي انك بتحبي فاتن! ماشي يافجر.
نهضت خلفها توقفها ممسكة بذراعها حتى سقطت دمعة على وجنتها دون ارداتها
ياعمتي بلاش كلامك ده .. انا لو اعرف ان دا هايرجع فاتن هاعمله ومش هاتأخر .. بس دا ممانوش فايدة وهي دلوقتي عند ربنا .. يعني الحي ابقى من المېت زي مابيقولوا
انشق ثغرها بابتسامة جليدية لها قبل ان تخرج بصمت وتتركها في حالة من الشتات والتخبط استمر لعدة ايام وهي تعاملها بشكل طبيعي أمام الجميع والأغرب انها كانت تمازحها ايضا معهم ولكن تظل هذه النظرة المريبة منها تخبرها باستمرار الحړب الباردة بينهم.. حتى جاءت اليوم تخبرها بشكل مباشر امام والدتها انها تريدها معها في الذهاب زيارة لأحدى الاقارب من اهل زوجها .. بصفتها تعلم بأماكن المدينة أكثر منها .. الغريب في الأمر انها لم تأخذ ابنتها سميحة وهي الأولى وحتى انها لم تذكر لها العنوان.. ولكن ذكرته بالتحديد أمام السائق فما فائدة مجيئها معها اذن
استفاقت من شرودها لتجدها تنظر نحوها قائلة بهدوء
ايه يافجر مش عايزة تنزلي ياعين عمتك احنا خلاص وصلنا .
وصلنا!!
قالتها قاطبة حاجبيها باندهاش ازداد أكثر حينما ترجلت من السيارة وهي ترى رقي المبنى السكني التي تتقدم بخطواتها نحوه وهي خلفها تسير كالمغيبة ..دلفت لداخل المبنى الرخامى تلقي التحية على الحراس وهم يرددون التحية خلفها بمودة وكأنها من أصحاب المبنى وليست غريبة عنهم
...............................
وفي مكان اخر بحديقة المشفى وعلى اريكة خشبية تحت ظلال الأشجار الكثيفة كان جالسا متكتف الذراعين.. راسه مطرقة للأرض نحو اقدامه الممدودة للأمام .. تاركا نفسه للحزن وقد تمكن اخيرا بالانفراد مع نفسه بعيدا عن والدته او شقيقه المړيض الذي انتبه رغم تصنع السعادة والمزاح امامه بحزنه وسأله عما به ولكنه كان دائما ما ينكر متهربا منه ومن فراسته .. يخفي بقلبه هذه الغصة المريرة لشعور الغباء الذي تملكه طوال هذه السنوات.. شقيقه الصغير رغم طيبته ودماثة اخلاقه يكتشف العيب وهو المشهور دائما بقرب الشبه بينه وبين والده في قوة الشخصية والتحكم يظل اعمى وينساق خلف حمائية كاذبة لشخص مريض استغل هذه العاطفة بكل خبث ودهاء.. كيف كان سيسامح نفسه لوحدث السوء لشقيقه.. مۏته اهون من هذا الاحساس !
رفع عيناه نحو محدثه وقد علمه من صوته من قبل ان يراه..اومأ له برأسه بروتينية غير قادر على الرد .. تنهد عصام بصوت عالي قبل ان يجلس بحواره مربتا على ركبته برفق
هون على نفسك هون.. احنا عايشين في الدنيا عشان نتعلم .
ابتسم بجانبية قائلا
اتعلم إيه بالظبط انا راجل داخل ٣٣ سنة واكتشفت اني طول سنين عمري اللي عدت دي كنت حمار .. يبقى هاتعلم امتى بقى
جاء رد عصام حازما
ماتقولش كدة ياعلاء .. انت مش اول واحد تنخدع في صديق .. في غيرك بينخدك في حبيبته وفي غيرك بينخدع في أهله نفسهم .. دي طبيعة النفس البشرية.. ماحدش له سيطرة عليها .. طب مثلا عندك انا . كنت فاكر خالي دا في مقام والدي.. لكن بعد ما اتجوزت بنته تعالى شوفه بقى.. مطلع عين امي على شوفة البنت رغم انه عارف اني احق من بنته المدلعة في حضانتها واني بيعدي عليا وقت بخاف امسك المشرط لاحسن اسرح من خۏفي طول الوقت على بنتي لاتهمل فيها والدتها زي ماعملت قبل كدة كتير واحنا متجوزين.. بس اهو بقى هاعمل ايه يعني
هي بنتك عندها كام سنة ياعصام .
اشرق وجهه مبتسما وهو يجيبه بحب
بنتي عندها ٣ سنين بس إيه بقى قمر زي البطة كدة وډمها زي السكر عكس امها خالص ..تنكة وشايفة نفسها مش عارف انا على إيه والله.
ضحك علاء وقد اندمج معه في الحديث قائلا بمزاح
إيه ياعم دا انت شكلك مش طايقها خالص .
اشار بإصبعيه على عضمة رقبته قائلا بإسلوب فكاهي
دا كدة اهو.. شايف.. كدة هو والنعمة مخڼوق منها وهافرقع .. مش عارف انطسيت في نظري واتجوزتها ازاي بجد ولا اكمنها اغرتني بالبس العرياني باين ولا إيه
دا انت باينك مغلول منها ياجدع
اه والنبي ياخويا ماتفكرنيش.. دا انا قلبي شايل ومعبي .
تبادلا المزاح لعدة لحظات اخرى وكأنهم استعادوا صداقتهم القديمة.. حتى اجفلتهم إحدى الممرضات التي أتت اليهم بخطوات مترددة
يادكتور عصام لو سمحت.
في إيه يانهلة عايزة إيه
فركت بيديها بتوتر وهي تتنقل بعيناها بينه وبين علاء الذي شعر بالقلق
بصراحة يادكتور انا مكنتش اعرف انكم مخبين عليه
سألها علاء
هو مين اللي مخبين عليه في إيه ياانسة
رددت پخوف وهي تخاطب علاء
بصراحة بقى الأستاذ حسين اخو حضرتك سألني عن الولد اللى كان معاه في الحاډثة وانا
قولتله تعيش انت..
انتفض واقفا يقاطعها
بتقولي إيه
نهض عصام هو الاخر ولكن