بعد ٢٥ في الخليج
بعدما قرر زوجي الاستقرار أخيرًا في مصر بعد سفر للخليج دام لأكثر من خمسة وعشرين عامًا كبر خلالها أبنائي ، وانسحب من أسفل قدمي بساط العمر والسنين دون أن أشعر ..
اكتشفت مؤخرًا أن زوجي على علاقة بفتاة صغيرة السن بعدما فاجأتني قريبة لي بصوره له مع تلك الفتاة في احدى المقاهي ، كاد يُغشى عليّ حينها لكن تمالكت نفسي وقررت مواجهته رُبما هناك خطأ ، لكنه وبكل برود قال :
جلست مكاني غير مُدركة لما يقصده ، أردف قائلًا :
-هذا حقي أن أستمتع بمالي بعد كل سنين العُمر في الغربة مع فتاة عشرينية مُقبلة على الحياة .
قلت والدموع لم تُفارقني :
وأنا ، من انتظرتك عُمرًا بأكمله ، أصابني الشيب وأنت كالزائر لا أراك سوى شهر كل عامين ، أهذا هو العدل ؟
قام حينها وهو يتهمني بالأنانية مُقرًا على إكمال خطوته للزواج منها .
تزوج بعدها وأهملني وأولادي تمامًا كأن لا وجود لنا بحياته ، ثم تفاجأنا بإرساله ورقة طلاقي ويبدو أن الفتاة سحرته تماما حتى أقدم على فِعلة كهذه ! .
شعرت حينها أن الحياة توقفت بي وكدت أموت من القهر ، لكن تدخل أولادي وأصبحوا يُصرون على اصطحابي للتنزه يوميًا ، فاعتدت على تكوين الصداقات ثم اشتركت معهن في عملٍ خيريّ يأخذ مُعظم وقتي حتى برد قلبي وشُفي من صډمته الكبرى .
طوال حياتك وأنتِ تُضحين لأجلنا ولم تشعري بالسند أو وجود زوج يحمل عنكِ أثقالنا الكثيرة ، لذا هذا حقك ولو رفضنا لأصبحنا أكثر أنانية .
أما عن تلك الفتاة التي تركنا زوجي الأول لأجلها فقد قررت التخلي عنه بالخُلع بعدما كتب لها كل أمواله ، وقد عاد لأبنائي في بيتنا القديم وطلب منهم أن يبقى معهم طالبًا السماح ، سامحوه لأن صډمته كانت كبيرة بزوجته أولا وندمه على مافعله بنا ثانيًا وپضياعي منه ثالثًا، ولم يدم حزنه طويلًا فقد ټوفي بعد أشهر قليلة إثر ما أصاب قلبه