غرام بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز


صممت
ونفذت اللي في دماغك يا عاطف لا أنت ابني و قلبي هيبقي ڠضبان عليك ليوم الدين
زفر بحنق و بنفاذ صبر أخبرها
من غير ټهديد ياماه الموضوع أصلا انتهي من ما يبتدي و السبب فرشة الفجل والجرجير اللي ملهاش أي لازمة لأننا الحمدلله أنا
وأخواتي مش مخلينك محتاجة أي حاجة وبرضو ماسكة في بيع الجرجير
رأت الڠضب في عينيه وتهكم لاذع في حديثه

ما له الفجل والجرجير يا عين أمك! مش دول اللي علموك أنت وأخواتك وأتربيتوا لحد ما بيقتوا رجالة!
لم يجد قول مناسب أو الدفاع عن موقفه الضعيف فاستطردت والدته
لتكون الحلوة أم عباية محزقة و شعرها طالع من نص الطرحة عايرتك بيا! مش أحسن من أبوها الحشاش اللي عايش عالة علي ولاده ده غير رباهم من الحړام! كفاية شوالات الدقيق المدعم اللي كان بيبعها من ورا صاحب كل فرنة يشتغل فيها فوق يا ابن بطني لنفسك و متخليش حتة بت ما تسواش تترسم عليك و لا تعايرك أنا ست بمېت راجل من عينة أبوها شقيت عليكم من وأنت وأخواتك لسه عيال بتلعبوا في الحارة لا عمري مديت إيدي لحد و لا استلفت جنيه و البيت ده
ربتت بحدة علي حائط منزلهم
كل طوبة اتبنت فيه من الفجل والجرجير اللي مش عاجبينك
اقترب منها قائلا
خلاص ياماه حقك عليا أنا بس كنت مخڼوق و جت فيكي أنا آسف
قام بت رأس والدته التي قالت له
ربنا يهديلك قلبك يابني ويرشدك للصح قادر يا كريم
حل الصباح وت أشعة الشمس عينين أحلام التي غفت في غرفة صغيرها تشعر پألم في أنحاء جسدها تتذكر ليلة الأمس...
علمت للتو من جارتها عبر الهاتف بأن الشرطة جاءت وقاموا بالقبض علي شقيقتها جن چنونها و أرادت أن تذهب لتطمئن عليها أو تقدم المساعدة لها ارتدت عباءتها واستعدت للذهاب تحمل صغيرها وتفتح باب المنزل فوجدت زوجها قد عاد للتو وكالعادة ثملا قبض علي ذراعها ودفعها إلي الداخل
رايحة فين و من غير استئذان يا.... 
سيب دراعي للواد يقع مني يا سمير هاكون رايحة فين مليش غير أهلي اللي رايحة ليهم
مش هاتروحي في حتة و يلا غوري علي جوة
دفعها مرة أخري بقسۏة فوقعت وتحتضن صغيرها بين يديها تأوهت من الألم تاركة ابنها برفق صاحت پألم
يخربيت الزفت اللي كل ليلة بيخليك راجع بالمنظر ده وتبهدل فيا كدة
حاولت أن تنهض مستندة علي الكرسي فوقفت
إيه رأيك والله لأنا رايحة وأعلي ما في خيلك أركبه
اتسعت عيناه بشړ فبالرغم أنه ثملا لكن خصاله السيئة في حالة وعي ويقظة اقترب منها
بتقولي إيه يا بنت ال... أصلي ما سمعتش
آهه اخترقت سمع كل من يقطن في البناء و من يسير في الخارج ذاك أثر ما فعله بها الآن جذبها من وشاحها يسحبها كالشاه إلي غرفة النوم
صوتي يا بنت عزيزة صوتي أنتي لسه شوفتي حاجة
عادت من فلك ذاكرتها تنعي حظها كيف تتحمل هذا الرجل الذي لا تعرف الرحمة دربا إلي قلبه.
الأريكة في الردهة يغط في النوم لفت انتباهها متعلقاته
التي تت علي الأرض فكانت من بينها مدية دنت لأخذها وقامت بفتحها وإشهار النصل الحاد تفكر في التخلص منه لكن ماذا بعد!
جافلتها حركة مفاجئة منه فكان يتقلب علي جانبه الأخر ألقت المدية بړعب وركضت إلي الحمام و أغلقت الباب جيدا فتحت الصنبور ذو الثقاب المتعددة ت ثيابها ووقفت أ تنظر إلي آثار الطوق علي ذراعيها وتبكي فتختلط دموعها بالماء.
ينظر نور في ساعة يده ذات التكنولوجيا الحديثة قالت زوجته
لابس بدري كدة و رايح علي فين
استدار ليصبح أمامها يبتسم بسخرية
يعني هاكون
رايح فين علي الصبح يا كوكي!
ضيقت عينيها و بمكر تخبره
ما أنا عارفة أنك رايح الشركة بس مش عادتك تمشي بدري حتي ما أونكل يصحي و لا تكون رايح تطمن تشوف السكرتيرة الجديدة جت في ميعادها و لا أتأخرت
ولي ظهرها إليه ليخفي عنها التوتر الذي غزي ملامحه للتو
و أنا مالي و مال السكرتيرة هي مساعدة بابا مالهاش ة بيا
عقدت ساعديها أمام ها قائلة
أتمني
يدرك المغزى من وراء ما قالت لا يريد الجدال في هذا الأمر معها لأنها سوف تك خبايا مكنونه بسهولة و من خصاله يخشى المواجهة أو يكون في وضع المخطئ سواء أمامها أمام والديه.
لو فيه حاجة أبقي كلميني سلام
تركها وغادر الغرفة تذكر أمر شقيقه الذي يمكث لدي صديقه قام بمهاتفته و الأخر أجاب بعد رنين استمر لثواني عديدة
ألو يا يوسف
أجاب الأخر وأثر النوم علي صوته بادية
فيه حاجة يا نور ماما كويسة
و ليك نفس تنام بعد اللي عملته امبارح 
استمع إلي زفرة نابعة من شقيقه الذي سأله بضجر
نور أنا مش فايقلك وياريت ما تكلمنيش غير لما تكون فيه حاجة مهمة
تصدق أنا غلطان بكلمك عشان أطمن عليك و أقولك كفاية لعب العيال بتاعك و أرجع لكن هقول إيه بس بابا عنده حق لما قالك إنك دلوعة وتربية ماما
كانت إجابة الأخر إنهاء المكالمة دون إنذار زفر نور بحنق و يجز علي أسنانه متمتما
ماشي يا يوسف شوف مين اللي هيخرجك من أقسام و لا أي داهية تاني
تضع عزيزة أطباق الطعام علي المنضدة وتنادي علي ابنائها فكانت غرام تتظاهر بالنوم فما حدث افقدها النعاس منذ الأمس و كذلك الشهية فهي لم تلج إلي مخفر أبدا من سوي عندما قامت بتقديم بلاغ في رجب فقط لم تعلم أن الأمر سيتطور إلي تلفيق مصېبة كانت ستقضي علي مستها ومست أسرتها.
و علي الجهة المقابلة تقف ابتسام أمام ة المرآة المعلقة علي الحائط تضبط من هندمها وتتذكر نظرات حسن لها طوال الطريق حتي طلبت منه غرام أن يتوقف بالقرب من الحارة حتي لا تتشدق الألسنة بالقيل والقال.
لما كلما تنظر إليه عينيه تشعر بالرهبة و لهفة تنضح منه لكن يخفيها خلف وجه صارم أحيانا أخري بالأحرى عندما يراها برفقة عثمان.
انتبهت إلي صوت اهتزاز يأتي من هاتفها تعلم من المتصل دون أن تلقي نظرة علي شاشة الهاتف فمن غير يتصل بها كل صباح ليطمئن عليها ويقوم بإيصالها إلي المدرسة.
ابتسام
سرعان استدارت وجدت غرام نهضت وجلست تنظر إليها ابتلعت لعابها خوفا من أن تسألها من المتصل
صباح الخير يا غرام ماما كانت عمالة تنادي عليكي عشان تفطري 
أشارت الأخرى إليها بجوارها
تعالي أقعدي عايزاكي في حاجة
جلست وتشعر بالقلق حتي تلاشي عندما ابتسمت غرام إليها و تخبرها بما لا تتوقعه بتاتا
و الله و كبرتي يا ي وبقيتي بتتحبي كمان
أتحب قصدك إيه
قامت بالضغط علي خدها بأصبعيها
مستر حسن أبو علي
صدمة أخري فكانت تظن أنها ستسألها عن عثمان
ماله مستر حسن
ده ماله و حاله متشقلب من ساعة ما أتعين السنة دي في المدرسة عندكم و لا نظرات عينيه اللي كل ما يبصلك بتقول شعر و مواويل
تدلي فكها و لم تكن لديها قدرة علي استيعاب ما تلقيه عليها شقيقتها
إيه اللي بتقوليه ده إيه اللي هيخلي واحد زيه في مركزه يبص لتلميذة عنده والفرق ما بينهم عشر سنين!
وضعت غرام ذراعها علي كتفي شقيقتها
و إيه العجيبة في كدة يعني كلها كام شهر و هاتدخلي الجامعة إن شاء الله وهو باين عليه إنه محترم و ابن أصول و أنا من خبرتي في البني آدمين بقولك إنه بيحبك
و وقفته معانا إمبارح تمهيد إنه عايز يقرب مننا و يدخل البيت من بابه
تشعر بانقباضه في قلبها عندما سمعت ما سبق بالطبع تتمني زوجا مثل حسن كما تطمح دائما لكن هناك عائق بل سدا منيعا لا يمكن أن تتجاوزه بسهولة فإذا علم عثمان بحرف من حديث غرام لا تضمن ماذا سيفعل حينذاك كم هو متهور وسريع الڠضب.
بس أنا... 
سلام عليكو
قاطعها صياح هند التي ولجت للتو فنهضت ابتسام وكأن مجيء صديقة شقيقتها أنقذها من هذا الحديث
و عليكم السلام هاسيبكم بقي ويادوب ألحق بوابة المدرسة ما يقفلوها
صاحت غرام
لما ترجعي هنبقي نكمل
كلامنا
لم تقل ابتسام شىء وغادرت علي الفور أن تعطلها والدتها أيضا
بقولك إيه يا غرومة أنا ما فطرتش وواقعة من الجوع وخالتي عزيزة جهزت الفطار و ريحة الطعمية المحشية ما تتقاومش قومي يلا تعالي نفطر ونبقي نرغي في اللي حصل و عندي موضوع عايزة أحكيهولك
ما كان من غرام سوي الموافقة والذهاب لتناول الفطور مع صديقتها التي تتظاهر بالجوع لتجعلها تأكل بعد أن أخبرتها عزيزة عندما أتت بعدم تناول ابنتها الطعام منذ الأمس.
طرقات علي الباب فسألت هند بأسلوب الدعابة
ده مين اللي حماته بتحبه جاي علي الصبح كدة
فتحت غرام فوجدت الطارق شقيقتها فعقبت الأولي بسخرية وتحمل الصغير منها
الله يرحمها أم سمير ماټت بعد ما بليتنا بابنها
لم تعلق أحلام علي تهكم شقيقتها لديها حق فزوجها بلاء بل ولعڼة أتها ولم تقدرعلي قلبها أن تخلصه من تلك اللعڼة.
جلست معهم و نظرت إلي الطعام دون شهية فقالت والدتها
مدي إيديكي يا قلب أمك و كولي أنا عاملة الطعمية المحشية اللي بتحبيها
و أن تبدأ في تناول الطعام نظرت إلي غرام وسألتها
هو صح اللي سمعته إمبارح
تركت غرام الخبز وأجابت
أيوة و الحمدلله الموضوع عدي علي خير وأديني قدامك أهو
لم يكن لديها ة في الحديث عن كل تفاصيل ما حدث لا تريد أن تزيد من هموم شقيقتها فيكفي همها مع زوجها الفاسد.
هزت أحلام رأسها في صمت لكن لفت نظر شقيقتها الوشاح الذي يخفي منتصف جبهتها و كاد يصل إلي تيها.
ماما
تحرك الصغير من فوق فخذي خالته يمد ذراعيه إلي والدته رفعت أحلام ذراعيها لتأخذه فانحصر طرف كم عباءتها عن ساعديها.
ت لها الوشاح لتري ما يخفيه ا فاتسعت عينيها وتبادلت كلتيهما النظر فكانت عينان أحلام تنضح بالانكسار بينما غرام تشتعل عينيها بألسنه من اللهب تنذر بعاصفة علي وشك الحدوث.
الفصل السادس
ولج للتو من باب الشركة الزجاجي يسته كل ما يقابله من الموظفين بحفاوة و ترحاب لا يخلو من الإطراء و التملق فهو ابن ربيب عملهم والمدير التنفيذي للشركة بيده الكثير من الأمور والمسئول الثاني بعد والده مالك مجموعة YN.
صعد عبر الدرج بخفة حتي وصل إلي الطابق المد الذي يوجد به مكتب والده أو المكتب الذي يسبق غرفة والده حيث تجلس ذات العيون التي تأسر قلوب الرجال من النظرة الأولي خبيرة في العزف علي أوتار قلب كل من يقترب منها لاسيما ذوي الأفئدة التي تركض خلف كل ما هو جميل وصعب في آن واحد.
تحمحم أن يعبر الباب رفعت عينيها عن الأوراق
التي تقوم بتحضيرها ريثما يأتي مديرها أو زوجها! 
نهضت بخجل متقن للغاية تنظر إلي أسفل 
مستر نور أهلا وسهلا بحضرتك أنا كنت بخلص مراجعة الإيميلات بعد ما طبعتها هخلصها وهبعتها لرأفت بيه
جلس علي الكرسي أمام مكتبها مبتسما عينيه تتجول بجرأة سافرة علي ملامحها وجسدها
 

تم نسخ الرابط