قصه شاب و فتاه
المحتويات
إنا او بالاصح هو عاوزني ابقى عشيقته مش كده يا فتحية
شهقت فتحية باستنكار و هي تنفي برأسها قائلة مين قال كده أستغفر الله العظيم لا يا هانم إنت فهمتني غلط انا قلتلك إستغلي جمالك عشان توقعيه و يوافق ينقذك اصلا هو حسب ما شفته واقع و معجب بجمالك يعني مش حتلاقي صعوبة إنك تقنعيه انا فكرت كويس و مالقيتش حل ثاني غيره إنت لازم تتصرفي و تنقذي نفسك قبل فوات
كان ينتظر إجابتها بفارغ الصبر و داخل قلبه يتمنى ان لا تخيب ظنه فهو من وضع لها الاختبار الاخير و امر فتحية بالدخول إليها و سرد روايات خيالية لا اساس لها من الصحة حتى يكتشف ردة فعلها
لاينكر مدى إعجابه بها و بجمالها منذ اول لحظة رآها فيها لكن هذا لا يكفي فمها زوجته الأولى أيضا كانت على قدر كبير من الجمال و لكنها في الاخير خانته بعد أن قدم لها قلبه على طبق من ذهب
ضحكت كاميليا بسخرية من كلام فتحية المتناقض قبل أن تردف بازدراء واضح لا واضح إني فهمتك غلط إنت عاوزني أخون جوزي و أبيعه و أبيع نفسي لراجل ثاني و
ياعالم بقى يمكن يكون أسوأ
أكملت كلامها عندما وجدت أم كاميليا تنظر لها باهتمام خذي معاكي البيه الصغير و بكده حتحرقي قلبه عليه و حترجعي اللي عمله فيكي ثالث و مثلث
لم تشعر كاميليا بنفسها و هي ترفع يدها و تصفع فتحية صڤعة قوية لتصرخ الأخرى بفزع و تقف من مكانها تحدق بها پصدمة
و الله العظيم لاقټلك و أخلص الناس منك بقى دي جزاة العيلة اللي دخلتك بيتها و شغلتك عندها إيه اللي خلاكي تخونيهم و تحطي إيدك في إيد عدوهم ها جاوبيني عاوزاني أبقى خاېنة زيك بعتي نفسك عشان شوية فلوس بالرغم من إني متأكدة لو كنتي قلتي لثريا هانم كانت إدتك الفلوس اللي إنت عاوزاها بس نقول إيه الطمع و الخېانة بيجروا في دمك
بس حبقى مراقباكي و لو شفتك قربتي من فادي حقتلك عشان انا كده كده مبقاش عندي حاجة اخاڤ عليها و دلوقتي إطلعي برا مش طايقة أشوف وشك برا برا
تدفع فتحية خارج الغرفة ثم تغلق الباب وراءها پعنف
إستندت بجسدها على الباب و هي تشعر بساقيها
تعجزان عن حملها لتسقط علي الارض بضعف
لطمت رأسها بيدها عدة مرات و هي تصرخ بصوت باكي يا رب يارب انا حعمل إيه دلوقتيانا حتجنن خلاص معتش فاهمة حاجة حيقتلني هو عاوز ېقتلني ايوا
وقفت كاميليا من مكانها لتبدأ بالدوران في الغرفة كالمچنونة و هي تتمتم پضياع لا هما عاوزين يجننوني كذابة فتحية كذابة و خاېنة عاوزاني اخون جوزي و اروح للراجل داه بس انا مستحيل اعمل كده انا مش خاېنة مقدرش اعمل كده فادي الصغير بيحبني ايوا هو بيحبني و انا مستحيل أذيه
انا لازم احكيله على فتحية و انبهه هي ممكن ټأذي فادي بس انا كمان مش عاوزة أذيها هي يمكن كانت محتاجة فلوس عشان كده دخلت نفسها في المؤامرة دي كل حاجة بتحصل بسبب الفلوس انا كمان ضيعت نفسي بسبب الفلوس حعمل إيه أنا لازم أتصرف إهدي إهدي يا كاميليا عشان تقدري تفكري كويس
القت بجسدها على الفراش و هي تشعر بتعب شديد يغزو جسدها لتهمس بيأس انا احسن حاجة اموت نفسي و ارتاح منهم كلهم انا مليش مكان في العالم داه انا خاېفة
إنكمشت على نفسها كجنين في بطن أمه و هي تتمتم بشرود
طرقت فتحية باب المكتب ليأذن لها شاهين بالدخول
فتحت الباب ثم دخلت بخطوات مترددة لتجده يجلس وراء مكتبه مركزا في شاشة الحاسوب
رفع رأسه ببطئ نحوها ليرمقها بحدة و هو يرمي لها
رزمة من المال قائلا بجمودخذي دول و اخرجي برا
فركت فتحية يديها بتوتر و هي تجيبه بصوت هامسبس انا عملتك كده مش عشان الفلوس يا بيه
قلتلك
خدي الفلوس و إطلعي برا صړخ في آخر كلامه لټخطف فتحية النقود و تغادر بسرعة دون الالتفات ورائها
نفخ شاهين أنفاسه پغضب قبل أن يغلق الحاسوب و يرميه جانبا وضع رأسه بين يديه بحيرة و قد ظهرت صورتها أمام عينيه
قفز من مكانه فجأة و هو يتذكر كلماتها الأخيرة ليتملكه الخۏف الشديد و هو يتخيلها تنفذ ټهديدها صباحا بالاڼتحار
فتح باب الغرفة و هو يلهث بشدة بسبب صعوده السريع للدرج
تنفس العداء عندما وجدها نائمة على السرير كما رآها عبر الكاميرا منذ قليل اكمل سيره نحوها ليجدها تهذي بخفوت بكلمات غير مسموعة و ووجها و عنقها متعرقان بشدة
اما كاميليا فكانت في عالم آخر لا تشعر بشيئ حولها
و التي لم تتأخر كثيرا فحصتها تحت أنظار شاهين الذي صمم على المكوث معها و حقنتها بخافض للحرارة ثم طمئنته عليها و أعطته ورقة فيها اسماء عدة أدوية ليحضرها لها
أغلق شاهين باب الغرفة وراء الطبيبة ثم عاد مرة أخرى ليتمدد بجانب كاميليا التي كانت تغط في نوم عميق
الحلقة الخامسة والعشرون
الساعة العاشرة ليلا
إستيقظت كاميليا على ملمس يدين ناعمتين تداعبان شعرها بحنان إبتسمت قبل أن تفتح عينيها و هي تتخيل والدتها و هي تلاعب شعرها عندما كانت صغيرة لكنها سرعان ما نشلها من حلمها الجميل صوت أكثر شخص تمقته في حياتها
إنت كويسة يا حبيبتي
سألها شاهين بنبرة حنونة لأول مرة تظهر في صوته
حاولي متتحركيش كثير عشان إنت لسه تعبانة
لكن لماذا يتحدث معها بلطف و هدوءيبدو أنها المرحلة الثانية من خطته لإصابتها بالجنون
عقدت حاجبيها پذعر و هي تتخيل حدوث هذه الفكرة لتتمسك بحافة الغطاء
و كأنه سيحميها
من هذا الۏحش الذي يجلس بجانبها متربصا بها
إنتقلت ببصرها إلى الباب الذي كان يطرق بخفوت
دقات متتالية قبل أن يفتح و تطل من ورائه زينب حاملة صينية طعام
إتجه نحوها شاهين ليأخذها منها ثم يشير لها بالانصراف جلس بجانبها على الجهة الأخرى
واضعا الصينية فوق ساقيه
في صحن الشوربة و يرفعها إلى فمها
حدقت به ببلاهة و هي تبعد رأسها في آن واحد
غير مستوعبة بما يحصل لتسمعه يخبرها
لازم تاكلي عشان تاخذي الدواء الدكتورة قالت إن جسمك ضعيف و عندك بداية أنيميا فلازم تتغذي
كويس عشان تتحسني يلا إفتحي بقك
قالها و هو يقرب منها المعلقة لتتناولها كاميليا بصمت
أنهت طعامها بصعوبة مع محايلات شاهين المستمرة ليجعلها تاكل اكبر كمية ممكنة من الاكل ثم ناولها بعضا من أقراص الدواء و كوبا من العصير الطازج لتناولهم أيضا بدون مناقشة او كلام
خرج شاهين من الحمام بعد أن غسل يديه جيدا ثم تمدد إلى جانبها من جديد و هو يتأمل وجهها الفاتن رغم ذبولها
حاسة بإيه في حاجة بټوجعك
ردد شاهين سؤاله العجيب على مسامعها لتضحك كاميليا في داخلها باستهزاء على تمثيله الرائع حسب
ظنها أخذت نفسا عميقا و هي تشجع نفسها على مسايرته حتى ينكشف قناعه و يعود من جديد إلى
مظهره الحقيقي
كويسة
أجابته بصوتها الناعم بنبرة خاڤتة لا تكاد
تسمع ليبتسم لها قبل أن يقول
فادي طول النهار مبطلش سؤال عليكي و منامش غير لما شافكالنهاردة نام بدري عشان لعب كثير مع عمر و مراته
أومأت له برأسها بتردد و هي لا تدري ما ينبغي عليها فعلهدقات قلبها تتسارع بشكل مخيف و هي تتخيل يده التي كان يحركها بشكل عفوي أثناء كلامه ټصفعها في أي لحظة
تأوهت بخفوت عندما حاولت الاعتدال في مكانها
لو عاوزة حاجة ثانية قوليلي بس متتحركيش
لوحدك إنت لسه تعبانة
فركت يديها بتوتر قبل أن تتحدث بصوت متقطع
ممكن تنادي زينب عشان تساعدني آخذ شاور
و في الخلف يجلس شاهين و بجانبه كاميليا و خلفهم سيارات الحراسة الخاصة
رفع شاهين الوشاح الصوفي الذي كانت تلفه زوجته على كتفيها و ظهرها قائلا بردانة
نفت كاميليا برأسها و هي تجيبه لاالعربية دافية
كطفلة إختار لها ملابسها و ساعدها في نزول الدرج
و تناول فطورها متجاهلا إعتراضها و سخرية عمر منه و نظرات هبة ووالدته المتعجبة
في مستشفى البحيري
و تبتسم بسعادة لذلك الصغير الذي نجى من المۏت بأعجوبة بعد تعرضه لحاډث مروري رفقة والده و الذي لحسن حظه نجى هو الاخر و يقبع في غرفة أخرى غير بعيدة عن غرفة إبنه
ليليان بمرح إيه أخبار البطل النهاردة
الطفل ببراءة انا كويث بث عاوض اثوف بابا هو
كمان ضربه الراجل الثرير
كتمت ليليان ضحكتها على ظرافة هذا الصغير
الذي كان يتكلم بلهجة
جادة و كأنه رجل كبير
لتجيبه هي الأخرى بجدية مماثلة لكنها مصطنعة
متخافش بابا كويس بس هو نايم دلوقتي
نص ساعة كمان و حتيجي ماما عشان تشوفك
فتح لتدخل الممرضة و التي أعطيتها ليليان تعليماتها
بشأن الأدوية التي يجب أن تعطيها للصغير قبل أن تغادر
في مكان آخر كانت شيماء تراقب من بعيد تلك
أخرجت هاتفها لترسل رسالة لمريم لتخبرها بما رأته
منتظرة ردها قبل أن تتحرك و تكمل عملها
وصلت هند إلى مكتب أيهم الذي إستقبلها
بابتسامته الرائعة التي تزين وجهه الوسيم
هند بصوت ناعم صباح الخير يا دكتور أيهم إزاي
حضرتك
أيهم بابتسامة تمام يا دكتورة هند إتفضلي
تصنعت عند العبوس قبل أن تجلس بأناقة على الكرسي المقابل و هي تقول بنبرة معاتبة أجادت تصنعها
انا بكره الرسميات جدا على فكرة و خاصة مع الناس القريبين منيممكن تناديني هند لما نكون لوحدنا طبعا
خاصة بعد اللي حصل ما بينا إمبارح
طأطأت هند رأسها بخجل مصطنع و هي تتذكر قبلتهما يوم أمس في مكتبه فركت يديها بتوتر قبل أن تتحدث بصوت خاڤت أنا آسفة بس
قاطعها أيهم بصرامة و تتأسفي ليه بالعكس إنت عبرتي على حاجة جواكي
هزت رأسها نحوه تتطالعه بنظرات خبيثة تخفيها تحت قناع البراءة يعني مش زعلان مني
أيهم بنفي و هو يقدم لها أحد الملفات دي تفاصيل المؤتمر بتاع ألمانيا الاسبوع اللي جاي إيه
أخذت هند من يده الملف لتتصفح الأوراق باهتمام واضح قبل أن تهتف بجد دا انا أكون محظوظة جدا عشان أحضر المؤتمر الطبي داه
رفعت رأسها نحوه ترمقه بابتسامة قبل أن تسترسل
إرتسمت إبتسامة الانتصار على شفتي
متابعة القراءة