قصه غريبه رواية اسلام بقلم سارة منصور

موقع أيام نيوز

هذا الامر فحسب 
تقلب إسلام طوال الليل على الفراش بجانب والدته التى مالت عيناها الى الكسرة الدائمه 
_ مالك ياإسلام حاطط أيدك على شفتك ليه ۏجعاك ياقلبي 
_ هااه لا لا مفيش حاجه ياماما
_ بص يااسلام أنت مش عجبني اليومين دوول فيك حاجه غريبه أحكيلي ياحبيبي لو فيه حاجه 
شعر اسلام بالتردد فى أخبار والدته لكن شئ داخلى يخبره أن مافى حياتها يكفى لما يخبرها باشياء تزيد ألامها أكثر 
فقال مغيرا لمسار الحديث 
_ ماما أنا المدرب بتاع الرياضه أخترنى ألعب فى فريق المدرسة عشان أنا بسبقهم كلهم وكل شويه يقولى ايه رايك 
_ أدم بيلعب فى الفريق 
_ مش عارف 
حارب عقلها عاطفتها لا تريد الموافقه لكن عيناه المتحمسة لا تريد أن تغلقها ألا يكفى مايوجد به 
فقالت وهى تبتلع ريقها بصعوبة 
_ أنت عاوز تلعب 
_ أأأه 
وافقت الام برغم رفضها الذي يلح عليها فهى تريد أن تراه سعيدا 
فقالت تحدث نفسها وهى تنظر الى قدميه الصغيرة 
هذه الاقدام تليق بأحذيه البالية ليست لاحذيه الراكلة للكرة 
أبتلعت الالم بمرارة وقد أيقنت فى كل يوم يمر عليها تراه أنها فتاة فتاة بريئة انولدت لأب من مجتمع غريب 
أقنعت نفسها أن تصمت الان وحينما يأتى الوقت سترتدي درع المحارب لأجل أبنتها 
مر الوقت سريعا حتى وصل اسلام الى نهاية المتوسط 
أصبحت حياة إسلام تتمحور حول الدراسة ولعب كرة القدم 
يعرفه الجميع بعلامة المدرسة المميزة غرفته مليئة بوسام الشرف وشهادات التفوق لكن 
تنظر اليهم والدته تحت ابتسامتها الكاذبة المليئه بالالم 
لايهمها التفوق وتلك الشهادات وهى ترى حياة طفلها يملك إسم لشخصية وهميه مغلفة بجسد فتاة ليس مكتملا 
وقفت الام كعادتها أمام زوجها كل
ليلة
تصب فيه بنارها التى لا تنطفئ ولكن تلك الليله رأت دلالة على تأكيدها 
_ انا عارفه ابني هيبقي ايه كل حاجه فيه بتبين انها بنت انت ليه مش قادر تصدق حاجه زي دي مهما اوريك مبتصدقش ازاى هيكون ولد وعنده رحم 
عض على شفته پألم وهو يري بالفعل تغيرات ابنه حتى أصبح قلبه يخفق بڼار البؤس فقال پعنف 
_ انت عاوزة تاخدي الامور على كيفك طبيعي كل اللى بيحصل بس مش اكيد انها بنت وبعدين لو اتكلمت فى الموضوع دا تانى يبقي مفيش بينا غير الطلاق وعمرك ماهخليكي تشوفى اسلام تاني حطها حلقه فى ودنك اسلام راجل 
دموع تجرى كالطوفان على خديها لا تهدأ أبدا أصبحت حياتها كالچحيم فصولها تتضمن فصلا واحدا الصيف الحارق ربما لا تصدقون أن الخۏف والړعب من المستقبل أصبح يلحف جسدها پالنار فى فصل الشتاء فلا تشعر بالبرودة ابدا 
عجزت الام أمام زوجها تعلم أنه يعرف لكن فقط يريد أن يفعل مابرأسه وان جمع الماء مع الڼار فى قنينه واحدة 
عزم الاب على الذهاب الى طبيب فكل شئ يؤرقه جانب يوجد به باب الامل والجانب الاخر به باب الكسرة 
ترى اى باب سيفتح له 
الشئ الوحيد الذي يعرفه انه لن يترك نفسه عرضه لاى كلمه 
وقف أمام الطبيب يتحدث عن احوال ولده ومابه فجاءه رد الطبيب بجدية 
_ عموما يااستاذ اكرم لازم اشوف الحاله عشان اقدر اشوف ظروفها 
_هو احتمال يادكتور يعني
يبقي بنت 
_ بصراحه احتمال كبير يبقي بنت من كلامك دا وممكن برضه يبقي ولد 
صدم الاب من كلمه الطبيب ووقع الړعب فى اوصاله فشعر ببروده فى اطرافه فقال بتوتر 
_
وذهب فى طريقه وعزم على احضار اسلام معه المرة المقبلة 
وفى صباح اليوم التالي 
كان اليوم الاول للاجازة الصيفية أستيقظ الجميع فى الصباح الباكر وكا كل يوم جمعة تجتمع العائلة باكملها و لم يكن اكرم يذهب لكن ذهب هذا اليوم وأخذ ابنه معه الان يريد أن يجعل ابنه يتحدث مع اولاد عمه ويلعب معهم
حتى يأخذ طباع الرجال ويذهب الصمت من فمه والبراءة من عيناه 
مرت عين أكرم بحسرة على اولاد اشقائه الذين هم فى عمر اسلام 
نعم يمتلك قامه مرتفعه عن البعض لكن 
صوته لم يخشن ملامحه تزداد برائه وجمال وجنتيه دائما حمراء بلون الزهور عينيه رطبة بها نعومة 
هتف اكرم موجها كلامه لابن اخيه الاكبر ناجي 
_ أدم مابتخدش اسلام يلعب معاكم ليه بليل كورة 
انتبه اسلام الى كلام ابيه فزاد من توتره أكثر خاصة وادم ينظر اليه بضيق 
رد أدم 
_ هو اللى مش بيحب يلعب معانا 
دهش اسلام من طريقه ادم وطريقه كذبه فهو دائما يتهرب منه ولايريد ان يتحدث معه فى اى شئ 
فقال الاب ضاحكا وهو يربط على كتف اسلام 
_ دا هو بس عشان مش متعود عليكم بس ابقي تعالى فوت عليه لما تلعبوا ماشي ياحبيبي 
ظهر على ادم الڠضب والضيق وهو يوجهه انظاره الى اسلام 
فأردف الاب لاسلام وهو يقوم بأخذه الى ادم واولاد عمه 
_ روح العب معاهم يلا ياسلام 
كان التوتر يزداد بقسامته أكثر فوقف صامتا معهم وعينه فى الارض حتى لعبوا الكرة 
لعب جميعا مع بعضهم كلما يمسك ادم الكرة لايوجها الى اسلام مهما يجري امامه فادم كان مصمما على ادخال الكرة فى الشبكة بمفرده 
وما ان لمح ادم ابنة عمه لبني تقف قى الشرفه تراقبهم التمعت عيناه بهذا الشعور
تم نسخ الرابط