قصه غريبه رواية اسلام بقلم سارة منصور
المحتويات
بعض الشباب يحجبون الرؤية
عنه
صدمت ياسمين وهى ترى زملاءها الشباب والبنات من
ايام المتوسط ممن هم فى فرق أخرى وجامعات مختلفة عنها يجلسون خلفها يهمسون ويضحكون بصوت هامس يصل اليها واضحا
تنصت لكلمات تذبحها لكن بقت تحاول أن تركز مع المحاضرة
كلما يتحدث الأستاذ الدكتور ترفع يدها وتسأل وتجاوب وتظهر لهم أنها لا تعيرهم أى أهتمام
هتف بها الاستاذ الدكتور أمام الطلاب وهو يرى أن ياسمين تملك عقلا كبيرا بتفوق وتتجاوب معه بأسئلة ذكية للغاية
هتفت بأعلا صوتها الذي ينبع بداخله الثقة حتى هى لم تصدق نفسها وجرائتها
_ زهرة الياسمين
هنا ظهر صوت زملاءها الذين يجلسون خلفها يضحكون بأعلا صوت بسخرية مريرة جعلتها تغمض عينها پألم وتطلب القوة من الرحمن
_ اللى بيضحك وراء قم ياخويا أنت وهو تعالوا هنا منشوف بتضحكوا علي ايه
وقف الشباب يرمقون ياسمين ويهمسون لها بافظع الكلمات وهم يذهبون الى الدكتور
_ اكتب اسم أنت وهو هنا
فى تلك اللحظة وقفت ياسمين وهتفت
_ مش فى القسم هنا يادكتر فى جامعات تانية واسمهم
فانفعل الدكتور وامتلئ وجهه بالڠضب وقام باحراجهم وقام بطردهم شړ طرده وأردف
_ أى حد مش فى القسم يخرج بكرة
وقفت الفتيات زملاءها وقاموا باطلاق السباب لها وخرجوا من القسم وقال الدكتور
_ زهرة الياسمين بعد كدا تعدى فى الدسك الاول لانك هتكون القائد فى الفرقة الاولى اى حد عاوز يوصل ليا حاجه هى هتكون المسؤلة ماشي ياسمين متغبيش بقي
لمحت ياسمين نظرة خاطفة رمقها بها رامي وهو يخرج من المدرج لم تعرف أن تترجمها
خرجت ياسمين من المدرج وخطت فى الطريق ذاهبة الى المكان الذي اخبرها سيف أن تنتظره فيه وفى الطريق تجمع عليها الشبان والفتيات زملاءها فقامت فتاة منهم بلكزها فى كتفها والاخرى بلكمها فى وجهها وبقت تنظر اليهم ياسمين ولا تعرف كيف تتصرف بتجمعهم حولها ليظهر صوت ذلك الشاب الذي هو صديق أدم وهو يقول أمام الجميع من طلاب فرقتها و بعض الطلاب الاخرين
من ينظر اليها يراها قوية صامدة تنظر اليهم بجراءة لا يرى الصراع الذي بداخلها لا يسمع صرخاتها الصامتة لايشعر بانياب حقدهم تذبح قلبها حتى ڼزف ولم يعد يحتمل
وإقترب منها الشاب مرة أخرى يرفع يده عليها لتقوم بايقافه يد اجتمع فيها ڠضب العالم كله حتى قامت بلوي يده وكسرها فلم ېصرخ من الالم بل من الصدمة وهو يري صديق عمره أدم واقفا أمام
كانت تنظر اليه بغرابة وعيناها مليئة بالضباب من هو هذا الذي أنقذها من هو الذي قام بتحريرها من أيديهم
لم تعرفه الا وهو يجلس فى السيارة يخرج منديلا ويقوم بمسح وجهها وترتيب شعرها بلمسات ليست غريبة عنها
ويقول بنبرته التى جعلت جسدها ينتفض
_ متخفيش أنا معاك
تلاشي الضباب لتصفى الرؤية تدريجيا على عيناها لترى أدم ينظر اليها بتلك العينان الغاضبة
جاء الليل بعلو القمر يرتسم داخل السماء بضوءه الشديد التى أخفته السحب عن عيناها واخفت النجوم عن رؤيتها لمحت ذلك الرجل الذي يأتى اليها بالصناديق يقف أمام بوابة المنزل لكن فى تلك المرة لم يكن معه أى صناديق
أعطها ورقة صغيرة
ذهبت الى غرفتها وقامت بفتحها تقرأ مابداخلها
عيناك سرابا لبئر يسحبني
اخطو اليك وارادتى ليست ملكي
فى الدنيا قالوا ان لكل داء دواء
فكان حبي لك دائى وانت لى كنت دوائى
قالوا ان الحواس خمس
وانا اخبرهم ان الحواس سبع
فالحب فى اذني ينصت لهمسك
الحب فى قلبي يخفقك باسمك
الحب فى عيني يرى سحرك
الحب فى انفاسي يلثم رائحتك
الهواء فى رئتي يمتلأ بحبك
الحب فى يدي يشعر بخفقك
كانت تعيد قراءة الرسالة أكثر من عشرات المرات وتترك فى قلبها أثرا حتى شعرت ان الرسالة ليست لها
_معقول كل الحاجات دي متكونش جاية ليا وجيت هنا غلط بس كاتب زهرة الياسمين
ممكن تكون كناية
تنهدت وهى تنظر الى الرسالة وتردف
_ لازم اتكلم مع سيف
مر يومين كاملين لم يتحدث معها أدم يقوم بتوصيلها الى جامعتها أمام الجميع ولم
تأتى الجراءة لأحد حتى يرفع عيناه
فى عيناها
قدم اليها هاتفا جولا بدون كلمة واحدة
نظرت اليه لتراه انه ليس الهاتف الذي سحبه منها منذ أخر مرة بل هاتف جديد
أخذته مرغمة فقد كانت بحاجه الى جوال معها
باقى الطلاب كانوا مصعوقين مما سمعوه لكن كلما ينظرون اليها يروا فتاة جميلة مثل الأميرات فكانت الغالبية معها يحترمونها ويقدرونها وفئة قليله بقت حاقدة بنظراتها فقط لا تعلم أهو بسبب جمالها أم تفوقها عليهم أم بسبب انها كانت
لم تعد تشعر بالخۏف لم تعد تخشي من نظرات الناس بقت تمشي رافعة الرأس لا تعرف كيف تغيرت
لا تعلم كيف أصبحت تريد أن تتفوق على الجميع لا تعلم كيف أصبحت تحب نفسها أمام مرآتها
لم يتوقف
متابعة القراءة